
كشفت دراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عن علاقة وثيقة بين خيارات الطعام المتاحة في المطاعم المحلية وانتشار السمنة في ثلاث مدن عالمية، هي؛ بوسطن ولندن ودبي.
ووفقاً لموقع "ميديكال ساينس"، بدلاً من الاعتماد على الخرائط الجغرافية التقليدية، استخدم الباحثون منهجية مبتكرة لتحليل القيمة الغذائية لملايين الأصناف من قوائم طعام حوالي 30 ألف مطعم، مما وفر رؤية أعمق للعلاقة بين البيئة الغذائية وصحة السكان.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة "ساينتفك ريبورتس"، أن الأحياء التي تفتقر إلى خيارات طعام صحية، مثل الأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات، ترتبط بارتفاع معدلات السمنة.
في لندن، كانت العلاقة واضحة بين قوائم الطعام غير الصحية وانتشار السمنة، بينما في بوسطن كانت أقل وضوحًا.
أما في دبي، فربط الباحثون بين ارتفاع أسعار الإيجارات وتحسن القيمة الغذائية للطعام، مما يشير إلى أن الأحياء الأكثر ثراءً تتمتع بخيارات غذائية أفضل.
وأكد الباحثون أن الدراسة تتجاوز المفاهيم التقليدية لـ"صحاري الطعام"، حيث تركز على تقييم شامل للمزيج الغذائي المتاح في كل منطقة، وليس فقط على وجود أو غياب المتاجر الكبرى. وقال فابيو دوارتي، أحد الباحثين: "ما يُباع في المطاعم يرتبط مباشرة بصحة الناس، والمشهد الغذائي يلعب دورًا محوريًا في ذلك."
تُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم تأثير البيئة الحضرية على الصحة، حيث توفر أدوات جديدة لصناع القرار لتحسين الخيارات الغذائية في المدن، وبالتالي مكافحة السمنة والأمراض المرتبطة بها. ومع تزايد البيانات المتاحة، أصبحت الفرصة سانحة لدراسة هذه الظواهر بدقة غير مسبوقة، مما يفتح آفاقًا جديدة في مجال الصحة العامة والتخطيط الحضري.