
رغم ما يُشاع حول أهمية الماء وطرق الترطيب، إلا أن العديد من المفاهيم المتداولة بين الناس قد تكون مضللة، بل وتؤثر سلباً على الصحة. مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" سلطت الضوء على خمس خرافات شائعة تتعلق بشرب الماء، محذرة من آثارها الجسدية إذا ما تم التعامل معها كمسلّمات صحية.
وأوضحت خبيرة التغذية والعافية ويندي بازليان أن هذه المفاهيم المنتشرة ترسخت في الثقافة العامة، لكنها تفتقر إلى الدقة العلمية، مشيرة إلى أن احتياجات الجسم تختلف من شخص إلى آخر، حسب الوزن، ومستوى النشاط، والظروف البيئية.
ترى بازليان أن هذا الرقم غير دقيق، فبحسب معهد الطب التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب، توصي الإرشادات بتناول نحو 11.5 كوباً من الماء يومياً للنساء، و15.5 كوباً للرجال. وتزداد هذه الكمية في الأجواء الحارة أو عند ممارسة التمارين. ويخسر الجسم كميات من الماء عن طريق التنفس والتعرق، وقد يؤدي الجفاف إلى الإجهاد الحراري وضربات الشمس.
تصف بازليان الشعور بالعطش بأنه "مصباح تحذير متأخر"، تماماً كإشارة نقص الوقود في السيارة. أي أنه لا يعكس بدقة حالة الجسم الفعلية. وأكد التقرير أن انخفاضاً طفيفاً في مستوى الماء قد يؤثر سلباً على الأداء الذهني والجسدي. كما أظهرت دراسة أن الجفاف الخفيف يؤثر على طاقة الإنسان، مزاجه، ذاكرته، وانتباهه، بينما تتحسن هذه الوظائف بعد شرب الماء.
تؤكد بازليان أن نحو 20% من السوائل التي يحتاجها الجسم يمكن الحصول عليها من الطعام، خاصة من الفواكه والخضروات والمأكولات التي تحتوي على كميات عالية من الماء.
على العكس، قد يتسبب ذلك في اختلال توازن الصوديوم في الجسم، مما يؤدي إلى الغثيان والصداع وضعف العضلات. ويُفضل شرب الماء على فترات منتظمة وبكميات معتدلة على مدار اليوم.
تنفي بازليان هذه الفكرة، مشيرة إلى أن القهوة والشاي يصنعان أساساً من الماء، ولا يوجد دليل علمي يثبت أنهما يُسببان الجفاف عند تناولهما باعتدال.