
أوضح الأستاذ المساعد واستشاري جراحة القدم والكاحل والقدم السكرية الدكتور عبدالعزيز كيماوي أن الظفر المنغرس يُعد من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب شريحة واسعة من المجتمع، إذ يبدأ عادةً عندما ينمو طرف الظفر داخل الجلد المجاور له، مما يؤدي إلى احمرار وتورم وألم متزايد قد يتطور إلى التهاب أو خروج صديد في المراحل المتقدمة.
وأشار كيماوي إلى أن خطورة الحالة تزداد لدى المصابين بداء السكري نتيجة ضعف الإحساس وتراجع التروية الدموية لديهم، الأمر الذي يُبطئ من التئام الجروح ويرفع احتمالية العدوى.
وأضاف أن الظفر المنغرس يمكن علاجه بسهولة متى ما تم التدخل في الوقت المناسب، مؤكدًا أن التأخر في العلاج قد يؤدي إلى تلف الأنسجة أو انتشار الالتهاب إلى العظم في بعض الحالات المتقدمة.
وبيّن أن العلاج في معظم الحالات لا يتطلب غرفة عمليات أو تخديرًا عامًا، إذ يمكن إجراؤه في العيادة باستخدام تخدير موضعي بسيط على مستوى الإصبع فقط، موضحًا أن الإجراء يتم بإزالة الجزء المسبب للألم دون الحاجة إلى خياطة أو جراحة مفتوحة، مع إمكانية كي جذر الظفر عند تكرار المشكلة لمنع عودتها مستقبلًا.
وأكد كيماوي أن المريض يستطيع العودة لممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي بعد الإجراء مباشرة دون الحاجة للمبيت في المستشفى، مكتفيًا بمسكنات بسيطة لبضعة أيام، مبينًا أن نسبة الشفاء مرتفعة عند الالتزام بالعناية اليومية بالقدم والمحافظة على نظافتها وتجنب الأحذية الضيقة.
وأوضح أن أسباب الظفر المنغرس متعددة، أبرزها ارتداء الأحذية أو الجوارب الضيقة، وقصّ الأظافر بطريقة خاطئة كقصّها قصيرة جدًا أو تقويس أطرافها، إضافة إلى الإصابات المتكررة أو الضغط الناتج عن المشي الطويل أو ممارسة الرياضة، وكذلك انحناء الظفر بطبيعته أو سماكة الجلد المحيط به، فضلًا عن الأمراض المزمنة مثل السكري.
وشدد على أن الوقاية تبدأ باختيار الأحذية المريحة ذات المساحة الأمامية الكافية للأصابع، وقصّ الأظافر بخط مستقيم دون مبالغة في التقصير، والابتعاد عن محاولات العلاج المنزلي التي قد تؤدي إلى التهاب أو عدوى بكتيرية.
واختتم الدكتور كيماوي حديثه مؤكدًا أن الظفر المنغرس ليس مجرد مشكلة تجميلية بسيطة، بل حالة طبية تستدعي التدخل والعناية المبكرة، داعيًا إلى تعزيز التثقيف الصحي والوقاية خصوصًا بين مرضى السكري وكبار السن لتجنب المضاعفات المحتملة.