دراسة: "طاردات البعوض المكانية" تقنية ثورية تنقذ الملايين من حمى الضنك والملاريا

أول فئة جديدة لمبيدات النواقل منذ 40 عاماً توفر حماية طويلة الأمد دون كهرباء أو حرارة
دراسة: "طاردات البعوض المكانية" تقنية ثورية تنقذ الملايين من حمى الضنك والملاريا
تم النشر في

في تطور قد يُعيد رسم خريطة مكافحة الأمراض المنقولة بالنواقل، كشفت دراسة جديدة عن فعالية "طاردات البعوض المكانية"، التي تُعد أول فئة جديدة لمبيدات النواقل منذ أكثر من 40 عاماً.

ووفقاً لتقرير نشره موقع ميديكال إكسبريس العلمي اليوم الأربعاء، يأتي هذا التطور بالتزامن مع توصية جديدة أصدرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) في 13 أغسطس 2025، أقرت فيها هذه الأجهزة كابتكار رائد في مكافحة النواقل بعد عقود من الاعتماد على الوسائل التقليدية.

وأظهرت الدراسة، التي أجرتها جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ونُشرت نتائجها في مجلة الطب الحيوي الإلكترونية EBioMedicine، أن هذه الأجهزة الصغيرة، بحجم ورقة، تقلل لدغات البعوض بنسبة 56%، وتوفر حماية تصل إلى عام كامل دون الحاجة للكهرباء أو الحرارة.

وتعمل الطاردات المكانية على إطلاق مواد كيميائية في الهواء، مما يجعلها مثالية للمناطق النائية في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا، حيث غالباً ما تفشل الأدوات التقليدية مثل الناموسيات المعالجة التي تعمل ليلاً فقط، أو الطاردات الموضعية التي تتطلب إعادة استخدام متكررة.

وقالت الباحثة الرئيسية إنغريد تشين في تصريح للموقع العلمي: "أخيراً، أصبح لدينا وسيلة جديدة للحماية من لدغات البعوض، خاصة أنها تسد ثغرات طرقنا الحالية. إنها خفيفة، رخيصة، وسهلة الاستخدام – ويمكن أن تنقذ أرواحاً حول العالم".

وذكر التقرير أن منتجات مثل BiteBarrier توفر حماية تصل إلى 21 يوماً، وMosquito Shield حتى 30 يوماً، بينما يقدم Guardian حماية تمتد إلى عام كامل.

وتشير الإحصاءات إلى أن الملاريا لا تزال تتسبب في وفاة نحو 597 ألف شخص سنوياً، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة في أفريقيا، فيما أعاق التقدم نحو مكافحتها عوامل عدة، منها جائحة كوفيد-19 ونقص التمويل وتزايد مقاومة البعوض للمبيدات. غير أن الطاردات المكانية تُقدّم حلاً متعدد الاستخدامات، فعالاً ضد أنواع مختلفة من البعوض، مثل الأنوفيليس ناقل الملاريا ليلاً، والزاعجة ناقلة حمى الضنك نهاراً.

ويُنظر إلى هذا الابتكار بوصفه خطوة واعدة لدعم أهداف منظمة الصحة العالمية الرامية إلى خفض وفيات الملاريا بنسبة 90% بحلول عام 2030، وسط توقعات بأن يشكل أملاً جديداً لملايين الأشخاص المعرضين للخطر في مختلف أنحاء العالم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org