"القاتل المقنع".. عقار واعد للسرطان لا يفتك بجسم الإنسان!

إحداث فوضى لإخفائه والوصول للورم هدف بجامعة شيكاغو
"القاتل المقنع".. عقار واعد للسرطان لا يفتك بجسم الإنسان!

ماذا لو أمكن هندسة الأدوية لمهاجمة الخلايا السرطانية فقط وتجنيب بقية الجسم؟

تحقيقًا لهذه الغاية، صمم باحث ما بعد الدكتوراه في الهندسة الجزيئية في كلية بريتزكر للهندسة الجزيئية بجامعة شيكاغو، وزملاؤه، طريقة للحفاظ على عقار واعد للسرطان من إحداث الفوضى من خلال "إخفائه" حتى يصل إلى الورم.

وتفصيلًا، استخدم الباحث "أسلان منصوروف"، ما يُعرف بالسيتوكينات، وهي بروتينات يمكنها تعديل كيفية استجابة الجهاز المناعي للتهديدات، وتتمثل إحدى طرق القيام بذلك عن طريق تنشيط الخلايا التائية القاتلة، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي يمكنها مهاجمة الخلايا السرطانية.. ونظرًا لأن السيتوكينات يمكنها تدريب جهاز المناعة على قتل الأورام؛ فإن هذا يجعلها واعدة جدًّا كعلاجات للسرطان.

أحد هذه السيتوكينات هو إنترلوكين 12 أو IL-12، وعلى الرغم من اكتشافه منذ أكثر من 30 عامًا؛ فإنه لا يزال غير معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمرضى السرطان بسبب آثاره الجانبية الشديدة، مثل تلف الكبد، وهذا جزئيًّا؛ لأن IL-12 يوجه الخلايا المناعية لإنتاج كمية كبيرة من الجزيئات الالتهابية التي يمكن أن تلحق الضرر في الجسم.

ومنذ ذلك الحين، عمل العلماء على إعادة هندسة IL-12 ليكون أكثر قابلية للتحمل مع الاحتفاظ بآثاره القوية في قتل السرطان؛ بحسب ما نقلته "روسيا اليوم".

إخفاء القاتل

ولإنشاء نسخة أكثر أمانًا من IL-12، استفاد الباحثون من أحد الاختلافات الرئيسية بين الأنسجة السليمة والسرطانية: زيادة الإنزيمات المعززة للنمو في السرطانات.

ونظرًا لأن الخلايا السرطانية تتكاثر بسرعة كبيرة؛ فإنها تفرط في إنتاج بعض الإنزيمات التي تساعدها على غزو الأنسجة السليمة المجاورة والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتنمو الخلايا السليمة بوتيرة أبطأ بكثير وتنتج عددًا أقل من هذه الإنزيمات.

ومع وضع ذلك في الاعتبار، قاموا بـ"إخفاء" IL-12 بغطاء يغطي الجزء من الجزيء الذي يرتبط عادة بالخلايا المناعية لتنشيطها، ولا يُزال الغطاء إلا عند ملامسته للإنزيمات الموجودة بالقرب من الأورام. وعندما تقطع هذه الإنزيمات الغطاء، يعاد تنشيط IL-12، ويحفز الخلايا التائية القاتلة القريبة لمهاجمة الورم.

وعندما طبقوا جزيئات IL-12 المقنعة على كل من الأنسجة السليمة والورم المتبرع بها من قِبَل مرضى سرطان الجلد وسرطان الثدي؛ أكدت النتائج أن عينات الورم فقط هي التي تمكنت من إزالة الغطاء.

ويشير هذا إلى أن IL-12 المقنع يمكن أن يؤدي إلى استجابة مناعية قوية ضد الأورام دون التسبب في تلف الأعضاء السليمة، ثم فحصوا مدى أمان IL-12 المقنع عن طريق قياس المؤشرات الحيوية لتلف الكبد في الفئران، ووجدوا أن الآثار الجانبية المرتبطة بالمناعة عادة بـIL-12، كانت غائبة بشكل ملحوظ في الفئران التي عولجت بـIL-12 على مدى عدة أسابيع؛ مما يشير إلى تحسن السلامة.

وفي نماذج سرطان الثدي، نتج عن IL-12 معدل شفاء بنسبة 90٪؛ في حين أن العلاج باستخدام علاج مناعي شائع الاستخدام يسمى مثبط نقطة التفتيش، وأدى إلى معدل شفاء بنسبة 10٪ فقط. وفي نموذج لسرطان القولون، أظهر IL-12 معدل شفاء بنسبة 100٪.

وتتمثل الخطوة التالية في اختبار IL-12 المعدل لدى مرضى السرطان. وفي حين أن تقديم هذا التطور المشجع مباشرة إلى المرضى سيستغرق وقتًا؛ يعتقد أن علاجًا جديدًا واعدًا يلوح في الأفق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org