تظهر أرقام السمنة وأمراض السكري المتزايدة في السعودية، رغم مرور أكثر من 3 سنوات على بدء المنشآت الغذائية وضع السعرات الحرارية على الوجبات والمشروبات، أنها لم تكن رادعة ولم تؤثر بشكل مطلوب في خيارات المستهلكين.
وبداية من مطلع عام 2019 غيّرت جميع المطاعم والمقاهي في السعودية قوائم الطعام "المنيو" بإضافة السعرات الحرارية على كل وجبة ومشروب، كما طبّقت وزارة الشؤون البلدية والقروية الغرامات والجزاءات بحق مخالفي لائحة عرض السعرات الحرارية، والتي تراوح بين 100 ريال و10 آلاف ريال.
وتشير الأرقام إلى أن التأثير بشكل عام بعد نشر السعرات الحرارية على قوائم الطعام لم يكن كبيراً على خيارات المستهلكين أو يتم تجاهلها في أوقات كثير، حيث كشف أحدث إحصائية لمجلس شؤون الاسرة التي نشرت قبل عدة أشهر، أن نسبة السمنة بين السعوديين بلغت 59%، وبلغت بين الأطفال في سن الدراسة 9.3 %، فيما كانت معدلات السمنة في عام 2018 تصل الى 40% وفقاً لإحصائيات رسمية عرضت في منتدى الرياض للسمنة وتصدرت المنطقة الشرقية نسبة الإصابة بسبب نمط الحياة والسلوك الغذائي وطبيعة الاجواء هناك.
وبحسب الخريطة التفاعلية التي نشرتها الفدرالية العالمية للسمنة، فإن نسبة السمنة في السعودية بين عامي 2013 و2014 لم تكن أكثر من 33%.
ويأتي السعوديون في المرتبة الثانية عربياً في الإصابة بمرض السكري بنحو 4.3 مليون شخص، وفقاً لإحصائية نشرها الاتحاد الدولي للسكري (IDF) في شهر فبراير 2022.
وفي ذات الشأن يتضح من خلال تزايد أرقام السمنة في أمريكا بعد 4 سنوات من إلزام المطاعم والمقاهي بنشر قائمة السعرات الحرارية في قوائمها، أنه يتم تجاهلها من قبل المستهلكين ولم يكن لها تأثير كبير على محاربة السمنة، كما اعتقد صانعو السياسة في الولايات المتحدة.
وارتفعت معدلات السمنة في أمريكا من 30% في عام 1999 إلى أكثر من 65% خلال العامين الأخيرين وفقاً لجمعية القلب الأمريكية.
وتشير معدلات ارتفاع السمنة والسكري بشكل مستمر في كندا وبعض دول أوروبا التي تطبق فكرة نشرة السعرات الحرارية إلى عدم قدرتها على محاربة السمنة والأمراض المتعلقة بها بالشكل المتوقع، إلا أن فكرة كشف السعرات الحرارية تمكنت من تغيير قوائم الطعام "المنيو" بشكل أفضل وأسهمت في إضافة عناصر جديدة ووجبات ومشروبات صحية أكثر مما كانت عليه سابقاً.
