تستقبل وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" رأس السنة الجديدة الليلة بانتظار أولى إشارات المسبار "نيو هورايزنز" الذي سيحلق قرب أبعد جرم عن الأرض يستكشفه البشر عن كثب حتى اليوم، ويقع في أقاصي المجموعة الشمسية.
فعند الساعة الـ5:35 بتوقيت غرينتش من فجر غد (الثلاثاء) يقترب المسبار لأدنى مسافة من الكويكب "أولتيما تول"، وهي 3500 كيلومتر، وفقًا لـ"فرانس برس".
ويقع هذا الجرم على بعد ستة مليارات و400 مليون كيلومتر من الأرض في مسافة بعيدة جدًّا عن الشمس، تبقيه متجمدًا ومحافظًا على العناصر التي تكون منها في بداية تشكله مع نشوء المجموعة الشمسية قبل أربعة مليارات و500 مليون سنة.
وستحيي "ناسا" حلول العام الجديد ببرنامج يبث مباشرة على موقعها الإلكتروني فيما يكون المسبار بجوار الكويكب.
وسيبث مقطع تحريك يحاكي الرحلة، ترافقه أنغام أغنية ألَّفها للمناسبة براين ماي عازف الجيتار الشهير وأحد مؤسسي فرقة "كوين"، وهو أيضًا حاصل على درجة دكتوراه في الفيزياء الفلكية.
أولى صور كويكب "أولتيما" تصل بحلول ظهر غد ولن يكون بالإمكان الحصول على صور مباشرة للمسبار وهو بجوار الكويكب؛ لأن الوقت اللازم لوصول الإشارات من هذه المسافة البعيدة أكثر من ست ساعات.
وفي حال جرت الأمور على ما يرام ستصل أولى الصور عن "أولتيما" قبل ظهر الثلاثاء، وهي ما ينتظره العلماء بفارغ الصبر للبدء بدراسة هذا الجرم الذي سيفيد في فهم تشكل المجموعة الشمسية.
ويقع الكويكب "أولتيما تول" فيما يعرف بحزام كويبر، وهي سحابة من الأجرام القديمة تغلف النظام الشمسي.
ولا يعرف العلماء بعد شكل الكويكب بالضبط، وقد رُصد أول مرة في عام 2014 بعدسة التلسكوب الفضائي "هابل"، وهم لا يعرفون أيضًا ما إن كان قطعة واحدة أو أكثر، لكنهم يعرفون أنه صغير جدًّا، أصغر بمئة مرة من الكوكب القزم بلوتو.