في الوقت الذي انشغل الإعلام الدولي فيه بتقرير الاستخبارات الأمريكية، الذي بُنِيَ أصلًا على الظن والتوقعات؛ كان محمد بن سلمان يعلن عن مشروعات تنموية عملاقة، ما هي إلا امتداد لحزمة مشروعات كان قد أعلن عنها والبدء في تنفيذها، وعشية الكشف عن التقرير كان ولي العهد يرعى أكبر سباق للفورمولا في العالم بالرياض، وقبلها رعى أكبر سباقات الخيل في العالم، وهذا دليل كاف على أنه مشغول بالتنمية والوطن أكثر من الالتفات إلى وسائل الإعلام الدولية.
عندما يحدث محمد بن سلمان تغييرًا تاريخيًّا على كل الأصعدة وفي أغلب الملفات المهمة، فهو لا يلبي توجهات بعض الدول كما يتردد، بل يلبي رغبات المواطنين في الإصلاح، والعديد من الملفات قطع فيها شوطا كبيرًا نحو الأفضل.
نعترف أننا تأخرنا في بعض الملفات؛ لكن 3 سنوات كانت كفيلة بقلب المعادلة نحو التميز والإبداع، كملفات حقوق المرأة، والقضاء على التطرف، والمشروعات الضخمة كالقدية ونيوم ومشروع البحر الأحمر وسودة عسير، وملف الإسكان، والقضاء على الفساد والبيروقراطية، وارتفاع نسبة الإيرادات الغير نفطية إلى مستويات عالية، كما حققت المملكة المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى دول مجموعة العشرين في الثلاث سنوات الماضية، وقفزت 40 مركزًا في مؤشر البنية التحتية الرقمية للاتصالات وتقنية المعلومات التي بلغت استثمارات المملكة في مجالها 55 مليار ريال، نتج عنها رفع مستوى متوسط سرعة الإنترنت، حتى أصبحت المملكة الدولة الأولى في سرعات الجيل الخامس، ومن ضمن الدول العشر الأولى عالميًّا في سرعات الإنترنت المتنقل، بعد أن كنا خارج قائمة أعلى 100 دولة في العالم على هذا الصعيد، إضافة إلى تجاوز حجم صندوق الاستثمارات تريليون ريال، ومن المتوقع أن تساهم قوة استثماراته الداخلية في خلق فرص وظيفية كفيلة بالقضاء على البطالة.
هذه المنجزات ما هي إلا إلماحة بسيطة للتقدم والتطور الذي ما زال يحدث في عصر محمد بن سلمان.. كل ذلك لا يرضي بعض الدول؛ فهي لا تريد أن ترى السعودية في مقدمة الدول، ومن هنا تجدونهم يركزون على ملف خاشقجي؛ ظنًّا منهم أن هذا سيقلل من هذه المنجزات.
الغريب أن تعتبر عدد من وسائل الإعلام العالمية كل ملفات إيران بدءًا من قتلها لأكثر من 500 ألف سوري، وتشريد الملايين، وما تقوم به في اليمن أمرًا عاديًّا! كما يرون أن ما حدث في سجن بغداد المركزي " أبو غريب" أقل من حادثة خاشقجي؛ على الرغم من أن قتلة خاشقجي قد تمت محاكمتهم؛ بينما تُواجَه جرائم إيران والقائمين على سجن أبو غريب بصمت دولي!
في حادثة السنترال بارك الشهيرة في نيويورك، قامت الشرطة بجر خمسة من السود من الشارع وأجبروهم تحت الضرب والإهانة على الإقرار بحادثة اغتصاب، وبعد 12 عامًا ظهر المغتصب الحقيقي وتمت تبرئتهم، وعندما طالبوا بالتعويضات؛ رفض عمدة نيويورك حينها، ولم ينالوا تعويضاتهم التي بلغت 40 مليون دولار إلا مع مجيء العمدة الجديد عام 2014 بعد النظر في التظلم، وكان قد خرج أحدهم من السجن مصابًا بالجنون.
هذه الحادثة تكشف عن وجه أمريكا الحقيقي التي انشغلت بالعالم، وتركت ما يدور بداخلها من ظلم وتعذيب، وهذه الحادثة من وجهة نظري أشد بشاعة من حادثة خاشقجي التي لم تكن حادثة عادية كذلك.
وأخيرًا: في مدينة القدية وعلى شواطئ نيوم وبين آثار العلا التاريخية، موعدنا هناك يتجدد نحو مستقبل مشرق بقيادة محمد بن سلمان.