كشف القيادي الأحوازي طه الياسين، نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان، لـ"سبق" أساليب النظام الإيراني القمعي في محاولاته لتهجير الأحوازيين من أراضيهم قسرًا، وأوضح أنهم قاموا مؤخرًا باستخدام السدود الترابية بتفحيرها عمدًا لإغراق الإقليم، ومنع وصول المساعدات للسكان، وسرقتها من قِبل الحرس الثوري المصنف ضمن قوائم الإرهاب.
وتفصيلاً، قال "الياسين": منذ أكثر من ثلاثة عقود ونظام إيران يبني السدود على الأنهار الأحوازية. ومن بين هذه السدود سد الكرخة الترابي الذي يطلق عليه باللغة الفارسية "عرب كش"، أي سد قاتل العرب. مبينًا أن هذا السد في الحالتين مدمر لإقليم الأحواز، في حال منع المياه، أو في حال تدفقها.
وأكد "الياسين" أنه خلال الأعوام القليلة الماضية واجه الأحواز شحًّا في المياه بسبب منع النظام المزارعين الأحوازيين من الزراعة تحت ذريعة قلة منسوب المياه في الأنهار، لكن الواقع مغاير، وهو أن الدولة الإيرانية وضعت هذه السدود لتغير مجرى الأنهار الأحوازية إلى العمق الفارسي، وإلى بعض المدن الإيرانية كـ"يزد وأصفهان وقم".
وأشار "الياسين" إلى أن إيران تستخدم هذه السدود أيضًا للضرر بهم بعد تكدس المياه خلفها، ووصول منسوبها إلى درجات عالية وخطيرة لمحاولة غرق إقليم الأحواز، وتدمير المزارع والممتلكات.
وأوضح أنه من بين السدود التي يستخدمها نظام إيران لابتزاز الأحوازيين سد الكرخة الترابي الذي يُسمى سد "عرب كش". لافتًا إلى أن النظام قام بإصدار أوامره للحرس الثوري الإرهابي بفتح سدَّي الدز والكرخة بشكل مفاجئ، ودون أي إنذار مسبق للأحوازيين؛ وهذا ما تسبب بسيول كبيرة وفيضانات مفتعلة، لم تترك في طريقها مزارع أو مساكن أحوازية إلا ودمرتها.
وتابع قائلاً: لا يخفى على أي متابع للوضع في الأحواز أن النظام الإيراني المحتل دائمًا ما يبحث عن ذرائع ليهجر الأحوازيين من وطنهم إلى مناطق فارسية، ويوطن الفرس مكانهم؛ ليغيّر التركيبة السكانية. مبينًا أنه بعد فشله في التهجير القسري أصبح يجرب سُبلاً أخرى الآن، مثل إغراق المدن والقرى الأحوازية، وعدم مساعدة المتضررين من الفيضانات المفتعلة، لا بإيواء المتضررين في مخيمات، ولا بإيصال مستلزمات العيش من مواد غذائية وغيرها.
وكشف "الياسين" أن هناك مساعدات قدمتها بعض الدول، لكن الحرس الثوري قام بسرقتها تحت حجة أنه هو الذي سيوصل هذه المساعدات للمتضررين.
وتابع: لكن مصادر في الداخل الإيراني أكدوا أنه مضى أكثر من أسبوعين على أزمة الفيضانات المفتعلة، ولم يتلقَّ سكان الأحواز أي مساعدات من أي جهة.
وأوضح "الياسين" أن المأساة الأكبر منع النظام بعض المتطوعين الأحوازيين من مساعدة المتضررين من الفيضانات، واعتقال بعض النشطاء. ولدينا صور وفيديوهات موثقة بالصوت والصورة، تؤكد ذلك.
وبيَّن أن الحرس الثوري سارع ببناء السواتر الترابية على شركات النفط وقصب السكر، وترك المدن والقرى والمزارع الأحوازية تحت رحمة المياه.
واختتم "الياسين" قائلاً: نحن المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان في لندن تواصلنا مع برلمانيين بريطانيين ومنظمات إغاثية لمساعدة أهلنا في الداخل، وكان رد المنظمات الإغاثية البريطانية هو أنهم عرضوا المساعدة على نظام إيران، وقوبلت بالموافقة شرط أن تسلَّم للحرس الثوري، وهو يقوم بتوزيعها على المتضررين من الفيضانات.
وواصل: طبعًا هذا كان غير مقبول من قِبل منظمات الإغاثة؛ لأن الحرس الثوري صُنّف أخيرًا على قائمة الإرهاب العالمي؛ وصار منظمة إرهابية؛ لا يستطيع أحد التعامل معها.