إمام المسجد النبوي: الشكر على نعمة الصحة يكون باستثمارها في الطاعة

قال: إن المسلم في كل حالاته على خير عظيم وثواب جزيل متى أخلص لله
إمام المسجد النبوي: الشكر على نعمة الصحة يكون باستثمارها في الطاعة

تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة عن النعم وشكرها؛ موصيًا فضيلته المسلمين بتقوى الله عز وجل.

وقال: أعظم النعم الدنيوية نعمة العافية في الأبدان ومنحة الصحة للإنسان، لا تساويها نعمة من نعم الدنيا مهما عَظُمت ولذت، رزقنا الله جميعًا الصحة والعافية؛ ولهذا لا يعرف حلاوة الصحة إلا مَن ذاق مرارة الأوجاع والأسقام عافانا الله وإياكم، قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)، السعيد الموفق مَن عرف النعم أثناء وجودها فقام بحقها وأحس بقيمتها.

وذكر أن من أوجب الشكر على نعمة الصحة أن يستثمرها المسلم في طاعة الله من أداء الواجبات والمحافظة على المأمورات والبعد عن القبائح والسيئات والمسابقة إلى النوافل والصالحات، قال تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين}، وقال صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال سبعًا، هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسيًا، أو غنًى مُطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجال فَشَرُّ غائب يُنتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمر).

وأشار إلى أن المسلم في كل حالاته على خير عظيم وثواب جزيل متى ما أخلص لله وصدَق في طاعته؛ فمن ابتُلِيَ بمرض واحتسب فهو له رفعة في الدرجات وتكفير في السيئات، قال تعالى {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه؛ إلا حط الله به من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها).

وبيّن "آل الشيخ" أن من عظيم نعمة الله أن الله يُجري للعبد أجر ما كان يعمل وهو صحيح، كما جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مرض العبد أو سافر، كَتَب الله تعالى له من الأجر ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا)؛ فمن ابتُلِي بمرض فإن الله قريب من عبده، فالجأ إليه واسأله العافية والصحة مع القيام بالأسباب العلاجية التي هي من حقيقة التوكل على الله جل وعلا؛ فبالله وحدة ينكشف كربك وينجلي مرضك لقوله تعالى: {وإذا مرضت فهو يشفين}، وكن على يقين من رحمة الله وفضله، وأنه هو الشافي والكافي لقوله تعالى: {فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا}.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org