كل تبريرات شركة الكهرباء التي قدمتها للرأي العامحينما غضب الناس من لهيب الفواتير لم تكن مقنعة،واختلفت كثيرًا عن العام الماضي؛ إذ في هذا العاملهبت الفواتير حتى من لم يكونوا في منازلهم، فكيف الحال بمن كانوا في منازلهم..؟! فمن باب أولى أن يكونوا أكثر شكوى من أولئك..!
أكثر من قارئ عدّاد حينما يتحاور معهم الناس عن السبب الحقيقي في لهيب الفواتير على ذلك النحو يجيبون بأنه لا علم لهم، وكلهم يؤكدون أن الزيادة من الشركة نفسها؛ ولذلك تبيَّن للناس أنه لا دخل لقراءة العداد السابقة أو الحالية إلا إذا تم تسريعها في العداد عما كانت عليه في السابق من قِبل الشركة،وهذا ما يفسر الارتفاع الجنوني الذي صاحب الفواتير منذ أشهر، وهي مشكلة بدأت شرارتها منذ صيف العام الماضي حتى وصلت لهذا الحد العالي. فاتورة واحدة فقط لأقل من شهر، في يوم 28 من كل شهر ميلادي، أصبحت بمنزلة فاتورة 3 أو 4 أشهر متتالية سابقًا، وربما أكثر، خاصة لمن يعرفون كمية استهلاكهم الطبيعي للكهرباء في بيوتهم، وهم أعلم بها؛ فلا داعي لتضليل الناس بأعذار واهية يا مسؤولي الشركة، وتذكروا أن من ضمن من لهبتهم تلك الفواتير أيتامًا، ومطلقات، وأرامل، وأناسًا محدودي ومعدومي الدخل.. فاتقوا الله فيهم..!!
وختامًا.. الحل الأمثل - في رأيي، ورأي كثير من الناس - الاستفادة من تجارب بعض الدول الآسيوية،كإندونيسيا، وهي - على سبيل المثال - لا الحصر؛ فلقد رأينا أن لديهم نظامًا في فواتير الكهرباء عن طريق الشحن، يتم شراؤها كبطاقات الشحن لشرائح الجوال، ومن ثم يتم تعبئة العداد من رقم الشحن سالف الذكر، بحسب المبلغ الذي تم شحنه، ويكون رصيدًا لصاحب العداد، ولا تؤخذ رسوم على العداد سوى مرة واحدة عند استخراجه فقط؛ وعلى هذا النحو لن يعمل العداد طالما لم يتم شحنه؛ وبذلك يطمئن صاحب المنزل حينما يكون مسافرًا بأنه لن تكون عليه فواتير في عداد الكهرباء طالما لم يتم شحنه..! ومن هذا المنبر نطالب باعتماد ذلك النظام لدينا حتى نسلم من لهيب الفواتير، ومشاكلها عند نهاية كل شهر، في الشتاء والصيف، وفي كل الفصول؛ لأنها تساوت في عرف شركة الكهرباء مؤخرًا؛ حتى يضمن المواطن أنه لم يظلم بدفع مبالغ كثيرة، بل كثيرة جدًّا، وهو لم يستهلكها أصلاً..!