أشاد المستشار التعليمي والتربوي الدكتور محمد العامري، بالإرادة السياسية لقيادة المملكة لتطوير العملية التعليمية.
وقال "العامري" إنه في العام 1390هـ كانت نسبة الأمية في المملكة العربية السعودية تصل إلى 60%، وهذا تحدٍّ كبير، لكن الإرادة السياسية لدى ملوك المملكة العربية السعودية كانت بحمد الله أكبر من هذا التحدي، فركز ملوك المملكة على دعم التعليم ومنحه الأولوية من أجل بناء نهضة الوطن، عبر الخطط التنموية المتتالية التي كانت التعليم أبرز مكوناتها.
وأضاف الدكتور "العامري" في حديثه لـ"سبق": تم في 1392هـ إنشاء مشروع نظام تعليم الكبار ومحو الأمية، وفي 1397هـ إنشاء الأمانة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، وفي عام 1431هـ إنشاء الإدارة العامة لتعلم الكبار، والعام 1437هـ، أصبحت نسبة الأمية في المملكة فقط (5.64%)، والعام 1439هـ تغيير مسمى الإدارة العامة لتعليم الكبار إلى الإدارة العامة للتعليم المستمر.
وقال الدكتور "العامري": "لك أن تتخيل حجم الجهود التي بذلت من أجل التوصل إلى هذه النسبة (5.64%)، إنها إرادة وحكمة وإصرار سياسي لدى ملوك المملكة العربية السعودية جزاهم الله عنا خير تتمحور رؤيتهم جميعاً على أن التعليم هو السبيل لتطوير ونهضة الوطن، وبلا شك بأن أهم مقومات النجاح كانت هذه الإرادة السياسة التي دعمت بسخاء الخطط التنموية ووجهت بحكمة المسؤولين وحشد الجهود نحو التنمية، وجاءت رؤية 2030 في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تتويجا لهذه المسيرة التنموية، فجزاهم الله عنا خير الجزاء".
ومع مرور اليوم الدولي لمحو الأمية والذي يصادف 8 سبتمبر من كل عام، نجد أنفسنا في المملكة العربية السعودية أمام تجربة عالمية فريدة وثرية ومميزة تقدمها المملكة العربية السعودية للعالم تؤكد فيها أن التعلم في المملكة أصبح مستمراً، سواء محو الأمية التقليدية أو الأمية الرقمية أو محو أمية المهارات. فالعملية مستمرة بالتوازي مع إعداد أبناء الوطن لمهارات القرن 21 ومهارات الثورة الصناعية الرابعة.
وتابع: الاستشعار العالي للمسؤولية لدى منسوبي وزارة التعليم بشكل عام، والعاملين في الإدارة العامة للتعليم المستمر مشكورين، دور كبير في نجاح خطة الوصول لهذه النسبة (5.64%)، وما زالت الطموحات والتطلعات أكبر نحو الأفضل بإذن الله.
وقال الدكتور "العامري": إن الهدف الذكي والمميز لا يحصر عملية محو الأمية في الأمية التقليدية المتمثلة في فتح مدارس لمحو الأمية بل هو هدف عظيم ذو همة عالية، يعتبر التعليم المستمر مدى الحياة فرصة يجب ان تمنح للجميع، فيوسع الرؤية ويجعل من نطاق العمل شاملاً ولهذا تنوعت البرامج والوسائل وتعددت المخرجات.
ولفت إلى أن هذا الهدف العام يتناسب مع التطلعات التي أصبحت تنشدها وزارة التعليم ممثلة في الإدارة العامة للتعليم المستمر والمتمثلة في:
1. الوصول إلى نسبة 0% في الأمية الهجائية بحلول عام 2030م.
2. تعزيز مفهوم التعلم مدة الحياة وتقليص مختلف الأميات مثل أمية القرن الواحد والعشرين وأمية المهارات والأمية الرقمية.
3. المساهمة الفعالة في تحقيق الرؤية الشاملة لبرنامج جودة الحياة 2020.
4. رفع مستوى الوعي والمعرفة لدى الشرائح المستهدفة في المجتمع إسهاماً في خلق مجتمع حيوي تحقيقاً لرؤية الوطن 2030م.
5. السعي لتقديم المملكة كنموذج عالمي من أفضل الممارسات في مجال محو الأمية والتعلم مدى الحياة.
وأوضح أن هذه التطلعات الكبيرة، والهمة العالية، قادت وزارة التعليم ممثلة في الإدارة العامة للتعليم المستمر إلى تركيزمهام عملها على مسارين، هما:
أولاً: التعليم النظامي (في المدارس والإصلاحات)
ويمثل الفرص الرسمية التي توفرها المدارس النظامية للتعليم المستمر والتي تحرص على اتاحة الفرصة لكل الفئات والجنسين من عمر 15 سنة وأعلى.