اللعب مع الكبار.. "مغامرات إيران الساقطة".. الحيلة نفي والقصص "هاوية"!

"درون" واحتجاز وتصريحات و40 عاماً من الإرهاب.. بريطانيا تتحرك وأمريكا ترد
اللعب مع الكبار.. "مغامرات إيران الساقطة".. الحيلة نفي والقصص "هاوية"!

في إطار محاولاتها المتكررة والمستمرة لتضليل الرأي العام بإخفاء الهدف الحقيقي وراء سلوكها الذي يزعزع استقرار المنطقة، ويهدد أمن الملاحة البحرية بتصريحات تبتعد عن كل منطق، تواجه إيران التوترات المتصاعدة في منطقة الخليج، باستراتيجية التنصل والإنكار التي تتبعها دوماً طهران.

وخلال الأشهر الأخيرة، شهد مضيق هرمز وخليج عمان عدداً من مغامرات إيران التي هددت حركة الملاحة البحرية، وخصوصاً ناقلات النفط، الأمر الذي استدعى إدانات دولية، ودعوات للعمل من أجل وقف هذه الاعتداءات.

ووفقاً لتحليل "سكاي نيوز عربية"، تنوعت هذه الاعتداءات بين اعتراض سبيل ناقلات النفط، ومحاولة جر عدد منها عنوة إلى المياه الإيرانية، وآخرها احتجاز ناقلة نفط بريطانية، الجمعة، فضلاً عن تأكيد واشنطن أن لديها أدلة كافية على تورط إيران في هجمات بالمتفجرات، طالت ناقلات نفط في خليج عمان.

السؤال الأهم

لكن هنا يبرز السؤال الأهم.. كيف تبرر إيران كل هذه الاعتداءات والانتهاكات؟ ففي ما يتعلق بالحادثة الأخيرة، أي احتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو"، الجمعة، قالت طهران إنها احتجزتها في مضيق هرمز ثم سحبتها نحو ميناء بندر عباس، إثر "تورطها في حادث اصطدام بقارب صيد إيراني".

وقال مدير عام الموانئ والملاحة البحرية في محافظة هرمز، كان الله مراد عفيفي بور، إن "خبراء من إدارة الموانئ والملاحة البحرية في "هرمز كان" بدأوا التحقيق اليوم بشأن أسباب الحادث، وفق "فرانس برس".

وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" تفاصيل أخرى، قالت فيها إنه بعد الاصطدام اتصل طاقم قارب الصيد بالناقلة ولكن لم يتلقّ رداً منها، وبحسب القوانين اتصلت السفينة بدائرة الموانئ في "هرمزكان".

ومن جانبه، أعلن الحرس الثوري، الجيش الموازي في إيران، والجهة التي احتجزت الناقلة البريطانية، الجمعة، أنه أقدم على ذلك؛ لأن الناقلة لم تلتزم بقوانين الملاحة.

حافة الهاوية

من جهته، قال الخبير في الشؤون الإيرانية، الدكتور نبيل العتوم، في تصريحات إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، إن "هناك استراتيجية إيرانية قائمة على التنصل من الأعمال الإرهابية التي تقوم بها".

وأضاف "العتوم": أعتقد أن الإيرانيين يتبعون استراتيجية "حافة الهاوية"، لافتاً إلى تصريحات مرشد النظام الإيراني، علي خامنئي، قبل أيام، قال فيها بشكل واضح إن بريطانيا ستدفع الثمن نتيجة احتجاز ناقلة لها في مضيق جبل طارق.

وتابع: ربما يندرج في ذلك إطار تفعيل سياسة "حافة الهاوية" الإيرانية في محاولة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، لكنه وفق القانون الدولي يعتبر "قرصنة وأعمال إرهاب".

وشدد "العتوم" على أن تنصل إيران من هذه الأعمال التي تستهدف إرهاب الدول لدفعها لعدم إرسال ناقلات النفط لمضيق هرمز، ثم محاولة النفي والإنكار لمحاولة تفادي إجراءات عقابية، خاصة أن الإيرانيين بارعون في ذلك المجال، الذي يعكس الوجه القبيح للنظام.

خداع آخر

وبعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس، إسقاط طائرة إيرانية مسيرة فوق مضيق هرمز بعد اقترابها من بارجة أمريكية، سارعت طهران بالنفي وقالت على لسان نائب وزير خارجيتها، في تصريح مثير للدهشة، إن الولايات المتحدة قد أسقطت واحدة من طائراتها المسيرة عن طريق الخطأ".

ومنذ مطلع مايو الماضي، ارتفع منسوب التوتر بين إيران والولايات المتحدة، بعد أن اكتشفت الأخيرة أن طهران تعد العدة لشن هجمات بواسطة صواريخ على مصالح أمريكية في الخليج، هذا إلى جانب وقوع هجمات أو محاولات هجوم على ناقلات نفط في خليج عمان ومضيق هرمز، قالت واشنطن إن طهران تقف وراءها.

وبلغ التوتر ذروته مع إسقاط إيران طائرة أمريكية مسيرة فوق المياه الدولي في يونيو الماضي، وكادت الولايات المتحدة توجه ضربة عسكرية إلى إيران، لكن "ترامب" تراجع في اللحظة الأخيرة.

واعتبر "العتوم" أن التبريرات الإيرانية للاعتداءات والأحداث الأخيرة في الخليج تبدو غير منطقية؛ لأنها لا تمتلك الحجة للدفاع عن نفسها، فهي دولة متورطة في الإرهاب، الذي توظفه من أجل المكاسب التفاوضية وابتزاز دول العالم.

دأب النظام الإيراني

وأشار الخبير في الشؤون الإيرانية إلى حادثة احتجاز البحارة البريطانيين عام 2007 في مياه شط العرب، وحينها أنكرت طهران تورطها في الأمر، ثم أقرت لاحقاً باحتجازهم، بعدما قدمت لندن دلائل قاطعة على ذلك.

وشدد "العتوم" على أن إيران دولة ضالعة في الإرهاب منذ 1979؛ حيث ارتكب الإيرانيون أعمالاً إرهابية كبرى على مستوى إقليمي ودولي، وانخرط النظام في أزمات إقليمية ودعم مليشيات مسلحة، ولطالما نفت طهران ضلوعها في كل ذلك، كما ضرب مثلاً بدعم طهران لمليشيا الحوثي بأسلحة نوعية تهدد الأمن الإقليمي، قبل التهرب من تقديم الدعم لهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org