أكد رئيس قسم العلوم العصبية السريرية وأستاذ الطب النفسي واضطرابات المزاج والقلق المساعد في كلية الطب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عاصم بن عبدالعزيز العقيل لـ"سبق" أن اضطراب فوبيا الطيران معروف طبيًا وطرق علاجه معتمدة، وعلاجه الدوائي كذلك الذي ينصح به الطبيب المختص معتمد من الجهات الصحية الرسمية.
وأشار الدكتور العقيل إلى أن التقليل من فوبيا الطيران الذي يعاني منه الكثير أو إعطاء معلومات غير دقيقة عن العلاجات المعتمدة من باب النصيحة الشخصية هي نصيحة غير مهنية، منوهاً إلى أن هذا الفعل لا يتماشى مع توصيات الجهات الرسمية كوزارة الصحة، أو الجمعيات العلمية العالمية للطب النفسي.
جاء ذلك بعد تداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً للكابتن طيار عبدالله الغامدي يحذر فيه من تناول بعض الأدوية لمواجهة المخاوف التي تنتاب بعض الركاب من الطيران، حيث أشار إلى أنه لا يوجد أي دواء لعلاج فوبيا الطيران، وفي حال وجد فهو إما مخدر أو مسبب للهلوسة وأن الخوف من الطيران مجرد وسواس يصور الأمر للشخص وكأنه كارثة، وهو الأمر الذي أثار موجة من الاستياء بين المختصين النفسيين الذين اعتبروا ما قاله عبارة عن معلومات غير دقيقة.
وتابع العقيل في معرض تصريحه لـ"سبق" حول فوبيا الطيران قائلاً: فوبيا الطيران هو اضطراب نفسي معروف ومصنف في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية والصادر من الجمعية الأمريكية للطب النفسي، والمقصود من فوبيا (رهاب) الطيران هو خوف مبالغ وقلق شديد من الركوب في الطائرة أو السفر عن طريقها، ومن ثم التجنب، ويجب أن يؤثر ذلك على حياة المصاب بشكل واضح سواء من الناحية الشخصية أو الوظيفية أو العائلية.
وأضاف: -فوبيا الطيران هو أحد أنواع الفوبيا المحدد (الرهاب المحدد)، ومن أكثر الاضطرابات النفسية انتشارًا، حيث يصل مدى انتشاره إلى ١٠-١١٪ في المجتمعات عالمياً ومن أفضل علاجات فوبيا الطيران هو شكل من العلاج النفسي يُسمى العلاج السلوكي وبالأخص العلاج بالتعرض، والهدف منه هو تحسين جودة الحياة، بحيث لا يشكل فوبيا الطيران عائقًا، من ذلك أن يتدرب المصاب بالاستعانة بالمعالج النفسي على إدارة ردود الأفعال والأفكار والمشاعر والعلاقة بينهم، وخلالها سيكتشف انخفاض درجة الخوف لديه.
وتابع: هناك العلاج السلوكي المعرفي Cognitive Behavioral Therapy بالإضافة إلى العلاج بالتعرض هناك فنيات أخرى معرفية وسلوكية تساعد على العلاج، منها العمل على تغيير رؤية المصاب لمصدر الخوف (الطيران) والتعامل معه بشكل مختلف عن السابق، ففي البداية يتعرف المصاب على الأفكار التلقائية المتعلقة بالطيران وقوانينه التي وضعها، وكذلك معتقداته التي تغذي مشاعره التي تؤذيه وأحاسيسه الجسدية، حيث يساعده المعالج ليستبدلها بأفكار ومعتقدات بديلة تساعد على تخفيف حدة القلق والخوف.
وعن الأدوية أكد أن هناك بعض الأدوية تساعد المصاب على التغلب على فوبيا الطيران مع جلسات العلاج النفسي .. وهي-حاصرات مستقبلات بيتا B Blockers . حيث تقلل الأعراض الجسدية للأدرينالين، كارتفاع معدلات نبضات القلب وضغط الدم أو ارتعاش الصوت أو الأطراف مما يحصل بسبب القلق. والمهدئات تساعد الأدوية المعروفة باسم البنزوديازيبنز benzodiazepines على الاسترخاء بتقليل شدة القلق الذي يشعر به المصاب وعادة تستخدم قبل الطيران بنصف ساعة. وتُستخدَم تلك المهدئات بحذر وبوصفة مقيدة من الطبيب ولمدة محدودة مع جلسات العلاج النفسي، وأخيراً هناك مضادات الاكتئاب وهي تصرف من قبل الطبيب بوصفة عادية لأنها لا تسبب الإدمان، وتستخدم في بعض الحالات وقد تقلل من الخوف الشديد والتجنب حسب بعض الدراسات.