طرح الدكتور بندر العصيمي، الباحث في الفيروسات التنفسية والاستشاري في مركز الأبحاث بمدينة الملك فهد الطبية، تساؤلاً عبر حسابه بتويتر بشأن جائحة مرض فيروس كورونا (19(COVID- ، هل ستكون موجة ثانية أم تسونامي؟ داعيًا -على حد رأيه- إلى "ضرورة الاستعداد للسيناريو الأسوأ. والأمل بأن الجميل قادم من رب العالمين".
وفي التفاصيل، قال الدكتور "العصيمي": "يتحدث علماء الفيروسات عن حقيقة أن كورونا لم يكشر عن أنيابه بعد. والسؤال المقلق حقيقة هو: هل كانت تلك الموجة العاتية التي ضرب بها كورونا العالم في الربيع الماضي مجرد جولة إحماء بسيطة لسباق محتدم السخونة مع الفيروس هذا الشتاء؟ وأضاف: "هذا التساؤل في محله؛ لأننا لا زلنا في بداية الشتاء، ومع انتشار حالات الزكام سيجد كورونا طرقًا للانتشار. وقد تحصل أيضًا بعض التغيرات البيولوجية لتسهم في الانتشار!
وأشار إلى أنه من المبكر الحديث عن احتمالية تحوُّل نمط انتشار الفيروس من جائحة إلى فيروس موسمي (يخف في مواسم وينشط في مواسم أخرى)، موضحًا أن "موسمية هذا الفيروس غير معلومة؛ لأنه لم تمرّ سنة كاملة، ولا ندري هل سيتخذ النمط الموسمي أم لا؟
وأردف: "لو أصبح كورونا موسميًّا فسيعني ذلك أن الموجة السابقة في الربيع كانت مجرد مقدمة لتسونامي من الإصابات في هذا الشتاء".
وزاد الدكتور العصيمي: "تقع موسمية فيروسات (كورونا الزكام) غالبا في ثلاثة أشهر (نوفمبر، ديسمبر، يناير)". لافتًا في هذا الصدد إلى "دراسة حديثة بمجلة الأمراض المعدية عن الإصابة بـ(كورونا الزكام) في 21 دولة، وجدت أن انخفاض درجة الحرارة والارتفاع النسبي في الرطوبة كانا مقترنَين بارتفاع حالات (كورونا الزكام)".
وتابع الباحث في الفيروسات التنفسية: "هذا التخوُّف مقرون بمجموعة من الحقائق: يسجل العالم الآن مليون إصابة كل 3 أيام، بل تم تسجيل 465 ألف حالة في يوم واحد، هو الأحد الماضي 25 أكتوبر كأعلى رقم منذ بداية الجائحة".
وأضاف: "بحسب منظمة الصحة فإن العدد الحقيقي للإصابات هو760 مليونًا، ما يعادل (10 %) من سكان الأرض (اللاأعراضيين)".
وقال الدكتور بندر العصيمي: "إن معدل انتشار العدوى R0 وصل إلى R0=3 ، بمعنى أن الشخص الواحد ينقل العدوى إلى ثلاثة". لافتًا إلى أن "عودة الفيروس إلى أوروبا مقلق جدًّا، وارتفعت نسبة الإصابات إلى 35 % بتسجيل 700 ألف إصابة أسبوعيًّا".
وأشار إلى أن "بريطانيا تسجّل يوميًّا 20 ألف حالة، وسجلت فرنسا 42 ألف حالة في أحد أيام الأسبوع الماضي".
وواصل الاستشاري في مركز الأبحاث بمدينة الملك فهد الطبية: "فرضت بعض الدول الأوروبية حظرًا كليًّا، مثل إيرلندا ومقاطعة ويلز، وبعضها الحظر الجزئي كما في فرنسا وبلجيكا وسلوفينيا وإيطاليا". واصفًا هذا الفيروس بأنه "وجد ليبقى، ولا يمكن أن يكون الحجر حلاً لقطع سلاسل الانتشار. وكما وجد الفيروس طريقه للبشر في المرة الأولى سيجد طرقًا عدة في المرات القادمة.
واختتم الاستشاري سلسلة تغريدات عن جائحة مرض فيروس كورونا قائلاً: "تلك الدلالات الرقمية في أوروبا تعطي استشرافًا لمستقبل انتشار الفيروس، والخسائر المحتملة هذا الشتاء إذا -لا قدر الله- انتشر الفيروس في مناطقنا مثل انتشارها لآن في أوروبا والهند.. وختامًا: لا بد من الاستعداد للسيناريو الأسوأ. والأمل بأن الجميل قادم من رب العالمين".