تفرد العيد في جبال الريث في جازان بطقوس ومراسم استقبال استثنائية ، ونكهة خاصة ، فهو ثقافة فلكلورية ومزيج من الفرحة والسرور والمظاهر البهيجة والأهازيج الشعبية التي يرددها الصغار والكبار .
" سبق " شاركت الأهالي فرحتهم بالعيد صباح اليوم حيث يجتمع المواطنين بعد صلاة العيد ويتوافدون للسلام على بعضهم وتختفي مظاهر الحياة اليومية لتتحول إلى حياة قديمة كانت موجودة قبل عشرات السنين .
كما يحرص الأهالي على ارتداء ملابسهم الشعبية وأهازيجهم الغنائية وإحياء تراثهم الإنساني والتعبير عنه بأكثر من مظهر .
فيما شهد الاحتفالات عروض ورقصات شعبية مختلقة وأهازيج تراثية شكلت لوحة فنية إبداعية تناغمت مع الصوت والصورة والطبيعة والزي والأداء ، وأكثر ما كان يميز الفرحة هو احتفاظ الأهالي بالطابع التراثي من خلال استعادة هذا الموروث الشعبي الأصيل .
وتتضاعف مظاهرة الحياة في نفوس كبار السن والأطفال ليشاركوا أهاليهم مساءات العيد التي تمتد أهازيجها في فضاء المكان إلى مطلع الفجر .
كما تتنوع الألوان التراثية في العيد بألوان مختلفة ، ومن أشهر تلك الألوان " رقصة الزامل " الذي تختص به ثقافة الجبل وطريقته يصطف المؤدين في شكل دائرة متحركة باتجاه الأمام ، ويرفع الشعراء أصواتهم ليتلقفها البقية بلحن شجي وصوت عذب بديع .
وجمال الطبيعة ليس وحده ما يميز الأعياد في جبال الريث ، فاللهجة الجبلية ذات الامتداد التاريخي واللباس الشعبي المطرز بالألوان الزاهية البديعة ، والنباتات العطرية ذات الروائح الزكية فوق الرؤس ، وهو ما التزمت به أجيال اليوم كجزء أصيل من موروث الماضي الذي يحضر سنويا في الأعياد .
