تعتبر قرية "لينة" التابعة لمحافظة رفحاء أقدم قرية بمنطقة الحدود الشمالية على الإطلاق، إذ يعود تاريخها إلى عهد النبي سليمان عليه السلام، وتشتهر بشواهدها التاريخية المذهله، كما شيدت مبانيها في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود إبان توحيد المملكة.
وتقع قرية لينة التاريخية على بعد 110 كم جنوب رفحاء وهي إحدى القرى التاريخية المهمة، وتعتبر من المواقع الإستراتيجية نظراً لأنها تقع على مفترق طرق رئيسة تربط الرياض والقصيم وحائل بالطريق الدولي، وهي من طرق التجارة القديمة التي تربط نجد والعراق.
وتزداد أهمية القرية لقربها من درب تاريخي مهم هو درب زبيدة الذي كان يسلكه الحجاج من البصرة إلى مكة قبل مئات السنين.
وتزخر قرية "لينة" بالمواقع الأثرية والتاريخية، وتحوي أكثر من 300 بئر، حيث تنتشر بشكل كبير داخل حارات وأحياء القرية، ويبلغ عمق البعض منها نحو 20 متراً، ويعود حفرها كما ورد في كتب التاريخ إلى عهد سيدنا سليمان عليه السلام.
ويروى أن الجن هم من حفروها فيما أنكر باحثون ذلك الادعاء ونسبوا حفرها للإنس، ثم أخذت هذه الآبار في الاندثار مع قلة الاهتمام بها.
وفي منتصف القرية، يبرز أهم المواقع التاريخية وهو قصر الملك عبدالعزيز آل سعود الذي اتخذه مقراً للإمارة حيث بني بعد توحيد المملكة في العام 1354 / 1355هـ، ولا يزال شامخًا بإطلالته وطرازه المعماري القديم.
وبني القصر من الطين والحجارة، وتبلغ مساحتة أربعة آلاف متر مربع ويحيط به سور مع وجود أربعة أبراج دائرية الشكل تتخذ للحراسة والمراقبة.
وتتوسط القصر بوابة كبيرة مصنوعة من الخشب، ومن الداخل توجد غرف خاصة لسكن الملك عبدالعزيز وأسرته، وأخرى خاصة للضيافة، بجانب مسجد صنع سقفه من سعف النخيل، وبئر قديمة، ومكان مخصص للخيول، وفناء واسع تطل عليه معظم الغرف.
