إن توحد القبائل والشعوب العربية في الجزيرة العربية تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله)، وفي ظل حكومة المملكة العربية السعودية على هذه الأرض الشاسعة، ولله الحمد، جعلهم يأتلفون كشعوب وتندمج ثقافاتهم المختلفة وموروثاتهم الشعبية.
والأكلات الشعبية هي إحدى المظاهر التي انتقلت كثقافة بين مناطق المملكة الحبيبة، فلم يَعُد مستغرباً أن تشاهد أكلة جنوبية في بيت شمالي أو العكس, وقد تتذوّق البليلة الحجازية وأنت في منزل شرقاوي.
ومن أبرز الأكلات التي انطلقت انتشاراً بين مدن المملكة "العريكة" الجنوبية التي تصنع من دقيق البر الفاخر، وتعد بعناية على مراحل حتى تنضج ثم تُعرك في وعاء كبير ويصب عليها العسل الطبيعي والسمن البلدي المصفّى, ويتم تزيينها بالتمر منزوع النوى.
وتتعدّد أنواع "العريكة"، فبعضها يمزج بدقيق الدخن وبعضها يمزج بين الدقيق البر الأسمر ويُضاف إليه قليلٌ من الدقيق الأبيض, وبعضها يُضاف إليه التمر في أثناء مرحلة العرك ليعطي مذاقاً غنياً.
و"العريكة" ذات قيمة غذائية عالية لتنوّع مكوناتها؛ فهي تعطي الجسم طاقة عالية لاحتوائها سعرات حرارية كبيرة, وهي تمدُّ الجسم بالفيتامينات والبروتينات.