فوجئ حاج أفغاني أبكم عند دخوله يوم عرفة أحد المراكز الصحية بوجود ممرضة سعودية، تتقن لغة الإشارة، وتبدأ في خدمته منذ لحظة دخوله المركز، وإصدار بطاقة دخول، وأخذ العلامات الحيوية، والدخول معه للطبيب للترجمة بينه وبين الطبيب، ثم مرافقته للصيدلية، وشرح كيفية استخدام العلاج؛ فقام بإحضار زوجته (بكماء أيضًا) من دهشته للتعبير عن الامتنان قبل مغادرة عرفة؛ وذلك لشكر الممرضة وحكومة السعودية وقيادتها.
"سبق" توصلت للممرضة السعودية سحر حنش الغامدي، المنتدبة من صحة الباحة، فقالت: "قبل ظُهر يوم عرفة، وأثناء عملي في الفرز البصري بمركز صحي عرفات 23، رأيت حاجًّا بالاستقبال، لم يستطع التخاطب مع الزملاء، ولم يكن يعلم أني مترجمة لغة إشارة؛ فبادرت بخدمته في الاستقبال بإصدار بطاقة دخول، ثم إلى غرفة العلامات الحيوية، ثم للطبيب، وشرحت للطبيب بلغة الإشارة شكواه، ثم الصيدلية، وشرحت له طريقة أخذ الدواء، وكان يقول في الفيديو المتداول إنه يعبر عن سروره بوجوده في الحج، وبالمركز تحديدًا؛ وذلك لوجود أشخاص يتقنون لغة التعامل معه".
وأضافت: "فوجئت بعودته قبل المغيب ومغادرة عرفة، وبرفقته زوجته، وهي صماء بكماء أيضًا، التي أراد تعريفها، والتأكيد لها بوجود خدمات وزارة الصحة وحكومة السعودية عمومًا لخدمة ضيوف الرحمن؛ فشكرتني بلغة الإشارة، وقدمت شكرها لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وحكومة السعودية، وهي مندهشة بالاهتمام بأدق التفاصيل، وكان ذلك تحت زخات المطر".
وأكدت: "عملنا في الصحة تحديدًا إنساني في كل جوانبه، وفي الحج تكون الإنسانية ممزوجة باستشعار أننا نخدم ضيوف الرحمن، وضيوف خادم الحرمين، وضيوف السعودية؛ وبالتالي الخدمة تكون بجميع طاقاتنا البشرية والآلية، سواء في عملنا الرسمي، أو في ما نملكه من إمكانيات ومعارف. وقد سبق لي المشاركة في حج عام 1437 هـ، وخدمتي الآن في وزارة الصحة جاوزت عشر سنوات".
وعن إتقانها لغة الإشارة بينت (الغامدي): "لحبي خدمة هذه الفئة الغالية على قلوبنا، ومما أشاهده من معاناتهم في المجتمع، تعلمتها عن طريق مبادرة أطلقتها وزارة الصحة بقيادة الدكتور هشام الخشان تحت عنوان (نحن معك)، وحصلت على شهادة مترجمة معتمدة في المنشآت الصحية".
الجدير بالذكر أنه بالرغم من الأعداد المليونية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية من ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج، والخدمات الأساسية التي تقدمها مختلف الجهات الحكومية بكل اقتدار، إلا أنها لا تغفل عن أدق التفاصيل التي تسهم في خدمة ضيوف الرحمن. وهي بالطبع ليست وليدة اليوم، بل هي مستمرة منذ توحيد السعودية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.