من المنتظر أن تشهد زيارة سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الحالية إلى مسقط افتتاح الطريق البري المباشر الذي يربط بين السعودية وسلطنة عُمان؛ ليسهم في تقليل زمن ومسافة الرحلة بين البلدَين الشقيقَين.
معجزة هندسية
ويُعتبر الطريق البري الجديد الرابط بين البلدَين معجزة هندسية بكل المقاييس؛ إذ يخترق صحراء الربع الخالي متحديًا وعورة أحد أصعب التضاريس في العالم.
وإلى جانب مروره بالربع الخالي يمرُّ الطريق عبر محافظة الأحساء الشرقية بالسعودية. ويبلغ طول الطريق في عُمان نحو 160 كيلومترًا، بينما يقع نحو 500 كيلومتر منه في المملكة العربية السعودية، ويبلغ طوله الإجمالي 680 كيلومترًا تقريبًا، مختصرًا مسافة 800 كيلومتر بين البلدَين.
ويمرُّ الطريق بالقرب من حقل الشيبة النفطي، ويبدأ دخول الربع الخالي بالطريق الجديد من منطقة حرض، مرورًا بالبطحاء، ويستمر باتجاه حقل الشيبة النفطي، ثم يتجه نحو المنفذ الحدودي العُماني الجديد.
ويُتوقَّع أن يقلص الطريق الجديد زمن الرحلة بين البلدين من 18 ساعة إلى نحو 6 ساعات فقط تقريبًا.
وشهد الطريق عملاً ضخمًا وإعجازيًّا بإزالة نحو 130 مليون متر مكعب من الكثبان الرملية من صحراء الربع الخالي، وهو ما يعادل 26 هرمًا من الحجم الكبير؛ وذلك لتمهيد الطريق نحو إنجاز التحدي الهندسي الضخم. فيما بلغت تكلفة العمل نحو 250 مليون دولار.
وإضافة إلى تسهيل حركة وعبور المواطنين من كلا البلدين في رحلة زمنية ومسافة أقصر، سيسهم الطريق الجديد أيضًا في فتح المجال أمام حركة البضائع من السعودية مرورًا بالطرق البرية في السلطنة، ووصولاً إلى موانئها التي ستسهل تصدير البضائع السعودية والعُمانية إلى العالم.