ليلة الأحد الماضي كانت ليلة تاريخية رائعة.. تجسَّد فيها مفهوم (السعودية أولاً). لم يكن مجرد نهائي بين الاتحاد والفيصلي، بل كان ملحمة وطنية، التقى فيها الشعب بالقائد الوالد الملك سلمان - حفظه الله، ودام عز السعودية -. ما رأيناه من تنظيم في تلك الليلة لم يكن مجرد حفل ختام لموسم رياضي بل كان حفلاً أسطوريًّا، أكد من خلاله رئيس هيئة الرياضة مواكبة رؤية 2030 وتطلعات صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. كم أسعدونا وأفرحونا.. فشكرًا لهم ولحسن اختيارهم لرجل المرحلة (المناسب للمكان المناسب).
لقد حققت الرياضة السعودية منذ أشهر نقلة نوعية كبيرة بالعديد من الأنشطة الرياضية المختلفة إقليميًّا وعربيًّا وقاريًّا ودوليًّا.. وفي أكثر من 16 اتحادًا رياضيًّا. كان بالإمكان الصرف ببذخ على لعبه أو لعبتين فقط!! لكن أن تتجاوز التفكير خارج الصندوق فأنت تمتلك الفكر الذي غاب عنا، وجعلنا نعيش في سبات لما يقارب خمسة عشر عامًا بعيدًا عن أغلب المحافل الرياضية العالمية. الثقة والدعم متوفران، لكن الميزانية المفتوحة وحدها لا تصنع الإنجازات.. ومع بوادر تحقُّق أحلام الرياضيين باتت الجماهير تتغنى تفاؤلاً بمستقبل أكثر إشراقًا على كلمات (أبو ناصر): (مجرد إني صادفتك.. سنة في حبك سنة في قربك، ولا أجمل ولا أغلى ولا أحلى).. من يشاهد التغيير الجذري في منظومة عمل الهيئة العامة للرياضة يعلم يقينًا حجم اختصار الزمن والجهد.. فقد وصلت رسالة رئيس الهيئة للكل: (النجاح ليس مرهونًا بالوقت؛ بل بالفكر).. دول كثيرة حولنا لديهم ميزانيات لا حدود لها، ولكن لم يتحقق في الفترة ذاتها ما تم إنجازه خلال ستة أشهر (فقط)، ولكنها فاقت عشرات السنين.. قد نتفق أو نختلف معك (يا ريس) لكن الأكيد أنك تستحق الإنصاف: (فكم أحرجت مَن قبلك، وأتعبت مَن بعدك).
هجمة.. مرتدة!!
لن تتوقف الأحلام، وخصوصًا أمام حلم الخصخصة الذي سيكون من أهم ملفات الهيئة بالتأكيد.. ومن المتوقع أن يكون مجموع الإيرادات لوزارة المالية من قيمة خصخصة الأندية التي ستباع من 10 إلى 12 مليارًا بما يعود على إقامة الكثير من المشاريع التنموية والتطويرية للبنية التحتية للرياضة بالمملكة العربية السعودية، مثل إنشاء ملاعب ومراكز الأحياء لاكتشاف المواهب، وأيضًا أكاديميات للفئات السنية، وتطوير الألعاب المختلفة والألعاب الفردية، والصرف على الأندية التي لم تُخصخص وأندية المناطق، وبناء منتخب وطني قوي من خلال جلب طواقم فنية عالمية لجميع المنتخبات والألعاب كافة، وزيادة مكافآت الحكام، وتطوير المدربين الوطنيين، وإنشاء مشروعات متخصصة للرياضيين، منها مركز طبي عالمي للطب والتأهيل الرياضي، واستضافة المناسبات والمحافل الدولية مثل كأس آسيا وكأس العالم للشباب.. كما أن الشركات التي تنفق على الأندية ستطوِّر من مستوى لعبة كرة القدم بهدف استثمار وانتشار النادي كعلامة تجارية، تعود بالدخل على القاعدة الجماهيرية لكل نادٍ؛ وبالتالي سيتم فتح آفاق جديدة للشباب لمواكبة رؤية التحول الوطني الكبير نحو مجتمع رياضي يمارس الرياضة.. بالتأكيد قادم الأيام ستحمل لنا بشائر الخير.. و(مع أبو ناصر مش حتقدر تغمض عينيك). ختامًا.. في ليلة التتويج تراقصت جماهير الذهب بعد أن نفضوا غبار همومهم ولسان حالهم: (يا الاتحاد.. يا أحلي حاجة في عمري.. أنا نفسي أحكيلك.. عن إحساسي.. عن أشواقي.. عن حبي وأعبر.. عن الحب اللي جوايا.. ودنيا جديدة وحكاية).