
عقب مقتل الرئيس اليمني السابق عبد الله صالح، أمس الإثنين، على يد مليشيات الحوثي، يرسم كتاب ومحللون سياسيون صورا للسيناريوهات المتوقعة في اليمن بعد صالح، مؤكدين أن عصابة الحوثي، بقتل صالح، قد كتبت خط النهاية الحتمية لهذا التنظيم الإرهابي، وأن على زعيمهم عبد الملك الحوثي، أن يتحسس رأسه لأن المقاومة اليمنية ستبتلعه، وأن صالحا ربما يدير المعركة مع الحوثي من قبره، عبر استمرار ولاءات أنصاره ودخولهم في حرب مع مليشيات الحوثي.
عصابة الحوثي كتبت نهايتها
وفي مقاله " نهاية علي صالح " بصحيفة " الوطن"، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي علي سعد الموسى أن عصابة الحوثي الإرهابية قد كتبت نهايتها بقتل صالح ويقول " من وجهة نظري، فإن عصابة الحوثي قد كتبت بقتلها له سطرا بارزا على خط النهاية الحتمية لهذا التنظيم الإرهابي في المخيال اليمني. ومن يتابع قسمات الوجوه وألسنة محللي وأتباع هذا التنظيم الحوثي على كافة القنوات الفضائية بالأمس، سيدرك حتما أن رأس هذه الميليشيا ورموزها الكبار كانوا أول المتفاجئين بمصرعه".
ارتكبوا خطأ تاريخيا
ويضيف الموسى " هم يعلمون أنهم ارتكبوا خطأ تاريخيا سيدخل اليمن إلى حرب عصابات وأحزاب دامية، ولو أن الأمر بيدهم فلربما كانوا أكثر المؤمنين بضرورة الحفاظ عليه، لكن هذه طبيعة التركيب الميليشيوي حين تفتقد الإدارة الهيكلية ووحدة القرار لتتحرك منها عصابة منفردة ثم تتصرف بمثل هذا الشكل الأحمق الغبي، ظنا منها أنها تخدم مصالح الحركة العليا، وهي لا تعلم أنها أصابت هذه المصلحة في مقتل".
مشكلة القيادة .. والمآلات المخيفة باليمن
ثم يشير الموسى إلى مشكلة القيادة بعد صالح ويقول "تبقى المشكلة الأساس أن علي صالح شأنه شأن أي زعامة ديكتاتورية لم تترك بعدها في الساحة شخصية رمزية كاريزماتية لتواصل ذات دوره من بعده. من حسن الحظ أيضا أن عبدالملك الحوثي يرتكب ذات الخطأ في المنهج وبشكل أكثر بلادة. وفي الدليل، أن أحدا لا يعرف مثلا أن شخصا اسمه «صالح الصماد» هو الرئيس الفعلي الذي نصبه الحوثي كمجرد ستارة وهمية زائفة. إذا انتهى عبدالملك الحوثي ذاب معظم هيكل التنظيم .. الخلاصة أن اليمن في الداخل مقبل على مآلات مخيفة. سيستنزف الجانب العسكري اليمني معظم قدراته على حرب داخلية طاحنة. لست سعيدا بها وإن كانت لنا أفضل الأسوأ من السيناريوهات".
نهاية مأساوية
وفي مقاله " صالح... و ( رقصة الموت ) الأخيرة!" بصحيفة " عكاظ"، يرسم الكاتب والمحلل السياسي جميل الذيابي صورة مأساوية لرحيل صالح تكشف إجرام التنظيمات الإرهابية التابعة لإيران، بعد يومين من قيام صالح بإصلاح خطأ الشراكة مع الحوثي، يقول الذيابي " كتبت السياسة، بكل ما فيها من غدر وتقلبات واغتيالات، نهاية مأساوية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي قتله الرصاص الحوثي المتآمر الغادر، قبل أن يتمكن من مغادرة جحيم الاشتباكات في صنعاء إلى مسقط رأسه، سنحان (٤٠ كلم جنوب شرقي صنعاء)".
التخلص من عملاء إيران
ويضيف الذيابي " الحقيقة أن تصفية صالح بتلك البشاعة، وما رافقها من تمثيل بجثته، وحرص حوثي لئيم على توزيع صورة جثته على وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات التابعة للميليشيا الإيرانية، كانت مفاجأة بكل المقاييس؛ خصوصاً أن ذلك حدث بعد ثلاثة أيام من استيقاظ ضميره على عروبة اليمن، وضرورة التخلص من عملاء المشروع الإيراني، وإدراكه أن الهيمنة الفارسية لن تتوقف عند بوابات صنعاء، بل ستزحف لتدك قلاع العروبة ومواطنها في كل العواصم العربية".
فتحوا على أنفسهم أبواب جهنم
ويرى الذيابي أن التطورات الأخيرة في موقف صالح، ثم مقتله سيفجر المقاومة اليمنية ضد الحوثيين ويقول " حتى وإن لم تشفع «صحوة» صالح المتأخرة له لإصلاح ما أعطبته سياساته، لكنها بلا شك ستغير الواقع على الأرض وستؤثر في مستقبل الأزمة اليمنية .. بيد أن تغييب صالح ليس انتصاراً يرقص له الحوثيون، لأن باغتياله فتحوا على أنفسهم أبواب جهنم وأبواب الثأر .. ذلك أن المقاومة تضطرم داخل صنعاء، ولم يعد ممكناً تخويفها بفوهات البنادق والبارود، أو إغراؤها بأموال خامنئي، أو عطايا أمير قطر. كما أن القبائل، ولعلّ أبرزها حاشد وبكيل، بدأت ترتب صفوفها لتغير الواقع الذي فرضته إيران عبر أذنابها من الحوثيين".
على عبدالملك الحوثي أن يتحسس رأسه
وينهي الذيابي قائلا " أن نجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح، وابن شقيقه العميد طارق محمد عبدالله صالح، وكلاهما عسكري، سيعلنان النفير للأخذ بثأره، وسيديران قواتهما وفق تحالفات جديدة. وعلى عبدالملك الحوثي قبل أن يتعلم الرقص على رؤوس الثعابين أن يتحسس رأسه لأن «كوبرا» المقاومة اليمنية الموحدة ستبتلعه، وستتخلى عنه إيران كما فعلت سابقاً".
صالح يدير المعركة من قبره
وفي مقاله "مقتل صالح يوحد اليمنيين" بصحيفة " الشرق الأوسط"، يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن الراشد أن صالح قبل مقتله قد غير خريطة الحرب في اليمن، وأنه يمكن أن يدير المعركة ضد الحوثي من قبره عبر النفوذ والولاءات، يقول الراشد " غير صالح خريطة الحرب في اليمن بشكل دراماتيكي في تلك الليلة عندما ظهر على التلفزيون وأعلن أنه يقبل المصالحة، واغتياله لن يوقف التغيير الجديد الذي فرضه .. السؤال هل يستطيع الرئيس الراحل أن يدير المعركة من قبره بمواجهة الحوثيين والتحالف مع الحكومة الشرعية؟ الذي أعنيه، هل يستمر نفوذه ومؤسساته، وولاء رجاله له، ولفكرته، وتوجيهاته، وتحالفاته نتيجة نفوذه الهائل على رجاله ومواطنيه الذي دام أربعة عقود؟ الذي نعرفه أن كل محاولات إلغاء صالح في الماضي فشلت؛ فهو بعد إجباره على الاستقالة، نتيجة الاحتجاجات الشعبية، استمر زعيماً. أيضاً، بعد أن تعرض لمحاولة الاغتيال في مسجد النهدين، وظن الجميع أنه انتهى، وأمضى أشهراً يعالج من حروقه على سرير في المستشفى العسكري في الرياض، فاجأ الجميع بعد عودته واستمر يحكم صنعاء ويدير المعارك السياسية والعسكرية. لهذا قرر الحوثيون أخيراً قتله، ليس انتقاماً منه لأنه انقلب عليهم، بل لأنه قادر على القضاء على مشروعهم السياسي".
توحد قوات صالح مع الجيش اليمني
ويرى الراشد أنه لا بد من توحد قوات صالح مع القوات اليمنية الشرعية، في مواجهة الحوثيين، ويقول " قبل أيام غير الخريطة، عندما تخلى عن تحالفه مع الحوثيين، وقلص عدد أعداء الحكومة الشرعية إلى النصف، وانكمشت مناطق سيطرة المعارضة المسلحة. وتخلي صالح عن معسكر الأعداء وانتقاله إلى معسكر الحلفاء، كان ذلك سيعجل بهزيمة الحوثيين وينهي الحرب الرئيسيّة. لكن قتل صالح يراد منه خلط الأوراق وإيقاف مشروع المصالحة .. وطالما أننا ندرك أن اغتيال صالح هدفه إفشال المصالحة لهذا يجب أن نعمل على ألا تفشل.
ما فعله الرئيس الراحل في آخر أربعة أيام في حياته هو أهم حدث منذ بداية الحرب منذ ثلاث سنوات؛ سيعزز عمليات دفع الحوثيين ومحاصرتهم في مناطقهم في شمال اليمن، ذلك في حال قرر قادة جيش صالح المشاركة في القتال إلى جانب صفوف قوات الجيش اليمني".
سيناريو صنعاء
ويرسم الراشد سيناريو صنعاء الموحدة في مواجهة الحوثي ويقول " الواقع الجديد حاسم وخطير، ويتطلب دخول الجيش اليمني وقوات التحالف صنعاء، والعمل مع قوات صالح التي تعيش في حالة صدمة. أهل صنعاء وقوات الراحل صالح لهم مصلحة كبيرة في خوض حرب لاستعادة مدينتهم من الحوثيين. ففي خطابه المتلفز، دعا الرئيس الراحل إلى إنهاء الحصار، بما في ذلك إعادة استخدام مطار صنعاء للملاحة الجوية المدنية والعسكرية لأول مرة منذ بداية الحرب، وفتح الطرق والمعابر لمرور قوافل الإغاثة والحركة التجارية. هذه الترتيبات لن يمكن تحقيقها بعد اغتيال صالح من دون الدخول في تحالف جديد مع قوات صالح ودحر الحوثيين في صنعاء نفسها .. وفي حال تم الاتفاق بين الأطراف المتصالحة على كيفية إدارة صنعاء فإن ذلك سيعجل بتأهيلها وعودتها كعاصمة إدارية للبلاد، بعد أن نُقلت معظم النشاطات الحكومية إلى عدن، كعاصمة بديلة مؤقتة .. على سكان صنعاء وقادة حزب المؤتمر الشعبي وقادة قوات صالح أن يدركوا أهمية التغيير الذي تبناه وقتل بسببه صالح، وأن يدافعوا عن قراره ومشروعه".
ميليشيات إيران ضد اليمنيين
وينهي الراشد قائلا "ماذا عن الذئاب المتوحشة، أي الحوثيين؟ نجحوا في التخلص من صالح، عدوهم الجديد، وتعطيل مشروعه. إنما، عملياً، انتهوا كصنّاع قرار في الحرب الكبرى، وانتهى أملهم في التأثير على شكل النظام السياسي الحاكم. انتهى الحوثيون من شركاء في الحكم إلى قتلة للرئيس صالح، الجريمة التي لا يمكن لهم تبريرها، وبخسارتهم صالح صاروا مجرد ميليشيات إيران ضد اليمنيين".