ما زالت مشكلة طريق "الطائف-الباحة"، تتواصل لحصد وإزهاق الأرواح؛ حيث باتت تتناقص أعداد مرتادي الطريق يوماً بعد يوم بسببه؛ حيث يشكّل خطورة بالغة على حياتهم، ويشبّهونه بـ"الثعبان الأسود" الذي يتربص بهم.
ذلك الطريق وتحديداً من بداية نقطة تفتيش أمن الطرق جنوب الطائف، وبمسافة وامتداد لا يتجاوز 8 كم، يحتاج لحواجز خرسانية وسطية تفصل المسارين عن بعضهما، وتمنع دخول المركبات وانحرافها من مسار لآخر وقت وقوع الحوادث المرورية؛ إنقاذاً لتلك الأرواح بعد الله سبحانه وتعالى، فقد ذهبت أرواح هدراً لذلك السبب "انحراف مركبة من مسارها على أخرى في المسار الثاني".
وفيما طالب الأهالي ومرتادو الطريق وسالكوه بوجود حواجز خرسانية؛ أشاروا إلى أن "اليوتيرن" فوق كوبري وادي ليّه ضيق المسار، ويسبب تأخر التريلات في الالتفاف، الأمر الذي ينتج عنه إغلاق الطريق.
وأكدوا أن لفة أو منعطف "اليسرى" على نفس الطريق، في وسطها منطقة تجمّع للمياه، وهو ما تتسبب في انحراف المركبات، وانتقالها للمسار المعاكس.
وحددوا، من خلال حديثهم، منطقة تتجمّع فيها مياه الأمطار قبل مفرق "قرية الفتات" تحتاج لمعالجة، كما أن الطريق به تلفيات، مشيرين إلى أن "اليوتيرن" قبل مفرق الأقمار الصناعية، تزيد فيه الأشجار بكثافة، مما يحجب الرؤية عن المركبات القادمة.
وأوضحوا أن الطريق ما بعد الثمانية كيلوات الخالية من الحواجز وتحديداً من وادي ليّه إلى جسر بني سعد، يوجد به حواجز إسمنتية، ولكنها غير ثابتة ومتحطمة، مناشدين الجهة المختصة أخذ الأمر بجدية والوقوف على مشاكل الطريق من مهندسين متخصصين؛ لمعالجته وإيقاف نزيف الدم من عليه بعد سلسلة من الحوادث التي شهدها.
وكان آخر الحوادث التي شهدها الطريق وقع نهاية الأسبوع الماضي، عندما لقيَ ثلاثة أشخاص مصرعهم، فيما أصيب الرابع بإصابة حرجة، من جراء ارتطام مركبتهم التي يستقلونها بعد انحرافها، بعمود كهرباء، بـ"اليسرى" على طريق الجنوب باتجاه الباحة، وهو ما أدى لانحرافها في المسار العائد للطائف؛ لعدم وجود حاجز يفصل بين المسارين.