تأتي زيارة سمو ولي العهد للجزائر اليوم الأحد على رأس وفد سعودي رفيع المستوى في توقيت مهم للغاية، وذلك في أعقاب مشاركته بقمة العشرين التي استضافتها الأرجنتين.
وأفادت الرئاسة الجزائرية في بيان رسمي بأنه "في إطار العلاقات الأخوية المتينة التي تربط الجزائر والمملكة العربية السعودية، سيكون الأمير محمد بن سلمان في زيارة رسمية على رأس وفد عالي المستوى، يضم أعضاء في الحكومة ورجال أعمال وشخصيات سعودية بارزة".
وقبل وصوله إلى الأرجنتين الأربعاء الماضي كان سمو ولي العهد قد قام بجولة عربية، شملت 4 دول، هي: الإمارات والبحرين ثم مصر وتونس.
وتسعى كل من السعودية والجزائر إلى إعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي، وفتح آفاق للمستثمرين من أجل رفع حجم التبادل التجاري، وذلك بتجسيد مشاريع الشراكة والاستثمار التي تم الاتفاق عليها خلال الزيارات المكثفة لكبار المسؤولين في البلدين خلال السنوات الماضية.
وتندرج الزيارة التي سيقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الجزائر على رأس وفد، يضم أعضاء في الحكومة ورجال أعمال وشخصيات سعودية بارزة، في إطار هذا المسعى الذي ينطلق من العلاقات المتميزة التي تربط البلدين، والإرادة المشتركة لقيادتَيْهما في توسيع الشراكة الاقتصادية بينهما.
ويُنتظر أن تعطي هذه الزيارة زخمًا متجددًا لمختلف اللقاءات الثنائية المنبثقة من اجتماع الدورة الـ13 للجنة المشتركة الجزائرية-السعودية التي عُقدت بالرياض في إبريل الماضي، التي توجت بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات للتعاون في مجالات الاستثمار والمطابقة والتقييس، وكذا في مجال العلاقات الدولية.
وترغب السعودية في إقامة شراكات استثمارية استراتيجية مع الجزائر بهدف دفع العلاقات الاقتصادية، وترقيتها إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين. فيما تبدي الجزائر استعدادها للتعاون مع الرياض في جميع المجالات الاقتصادية، ولاسيما الصناعية، منها التي سجلت خلال السنوات تقدمًا معتبرًا.
كما يسعى البلدان إلى إقامة شراكات في مجالات المحروقات والبتروكيماويات والفلاحة والصناعة واقتصاد المعرفة والسياحة.. وهي كلها قطاعات تدعم الحكومة الجزائرية الاستثمار فيها بتسهيلات متعددة.
وتعتبر السعودية من بين أهم الدول الممونة للجزائر؛ إذ بلغت قيمة الواردات منها خلال الأشهر الـ10 الأولى من السنة الجارية 571 مليون دولار بارتفاع قدر بـ29.77 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2017.
كما ستكون زيارة ولي العهد السعودي فرصة للتباحث وتبادل وجهات النظر بشأن المسائل السياسية والاقتصادية العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع في بعض الدول الشقيقة، إضافة إلى تطورات سوق النفط.
يُذكر أن زيارة الأمير محمد بن سلمان تعد الثانية من نوعها لمسؤول سعودي هذا العام؛ إذ قام وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود بزيارة رسمية إلى الجزائر شهر مارس الماضي، دامت أربعة أيام، أكد خلالها "أهمية تقوية العلاقات بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، والارتقاء بها إلى المستوى المأمول الذي تسعى للوصول إليه قيادتا البلدَيْن".