وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين بأن يحدد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما المرتقب الأربعاء في جنيف ما هي "خطوطه الحمراء".
وتفصيلاً، صرّح بايدن خلال مؤتمر صحفي في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل: "لا نسعى إلى نزاع مع روسيا، لكننا سنرد إذا واصلت روسيا أنشطتها الضارة".
وأكد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة ستعمل مع أفغانستان حتى لا تصبح ملاذًا آمنًا للإرهاب مجددًا.
وفي حديثه عن أوكرانيا أكد بايدن أن الولايات المتحدة ستفعل ما في وسعها لوضع كييف في موقع لتكون قادرة على مقاومة روسيا.
وألمح بايدن الأحد إلى إمكانية العمل مع روسيا للتوصل إلى تسوية في سوريا، وذلك قبيل اجتماعه المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 16 يونيو الجاري.
وقال بايدن في تصريحات صحفية، نقلتها وكالة رويترز في ختام اجتماعات مجموعة السبع، إن سوريا هي مثال للعمل بين الدولتين، وهي مجال يمكن للقوتين العمل فيه معًا للتوصل إلى "تسوية".
وأضاف بأن روسيا انخرطت في أنشطة نعتقد أنها تتعارض مع الأعراف الدولية، إضافة إلى أنها تواجه مشاكل حقيقية بموضوع التوسع الذي يفوق قدراتها في سوريا.
ولفت إلى أن موسكو "أضعف مما يمكن تصوره"، معتبرًا أن روسيا لديها مشكلاتها الخاصة المتمثلة في التعامل مع اقتصادها، والتعامل ليس فقط مع الولايات المتحدة وأوروبا على نطاق واسع، بل وفي الشرق الأوسط.
وصرّح بايدن في وقت سابق بأن إدارته عازمة على فتح صفحة تعاون جديدة مع الشركاء الدفاعيين في ضفة الأطلنطي الشرقية ضد أية تهديدات من الصين أو روسيا. كما أكد بايدن التزام إدارته بتقديم التمويل اللازم لدفع أنشطة حلف شمال الأطلنطي إلى الأمام كمظلة دفاعية جماعية، وقال إنه اطلع على وثيقة "ناتو 2030"، ويؤيدها بقوة. وأشار إلى أن إجمالي الإنفاق الدفاعي الأمريكي في أوروبا وكندا ستتم زيادته بنحو 260 مليار دولار أمريكي بدءًا من العام الجاري.
وخرج المتابعون للجلسة النقاشية بأن ما صدر عن بايدن من تصريحات خلالها يشكّل توجهًا مغايرًا عن سلفه دونالد ترامب الذي قاوم الإنفاق بسخاء على أنشط الناتو الدفاعية؛ ما وضع على الدول الأوروبية مزيدًا من الأعباء التمويلية لدفع عجلة العمل في الحلف والحفاظ على بقائه وتفوقه، معتبرين أن ذلك انسحاب أمريكي جزئي من برامج الحلف.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي ستولينبيرج قد أجرى مشاورات مهمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي وصل إلى مقر الحلف في بروكسيل للمشاركة في قمة قادته للعام 2021. وأشاد ستولينبيرج بالإسهام الأمريكي القوي لتعزيز مسيرة الحلف وأنشطته.
وتعد الولايات المتحدة أكبر مساهم في موازنة حلف شمال الأطلنطي الدفاعية منذ تأسيسه؛ ففي موازنة العام الجاري بلغ إنفاق الدفاع للولايات المتحدة 811 مليار دولار أمريكي مقابل 653 مليار دولار في عام 2014، وتلتها بريطانيا بفارق إنفاقي كبير؛ إذ اعتمدت 72 مليار دولار في العام الجاري لتغطية التزاماتها تجاه الناتو، وذلك بارتفاع عن 65 مليار دولار، قدمتها بريطانيا للغرض ذاته في العام 2014.