برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، دشَّن المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، معرض (المسكوكات الإسلامية والعملات النادرة عبر العصور)، وذلك مساء اليوم بفرع المكتبة بطريق خريص بالرياض، بحضور نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز، ورؤساء الهيئات الثقافية بوزارة الثقافة، وعدد من الشخصيات المعنية بالعملات والمسكوكات العربية والإسلامية النادرة.
وأكد فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، في كلمته التي ألقاها بمناسبة إطلاق هذا المعرض المتخصص، أن المعرض يعكس اهتمام المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، بالحفاظ على كل ما يخص التاريخ العربي والإسلامي، وتفاعلها مع الحضارات والثقافات المتنوعة. مشيرًا إلى أن تنظيم المكتبة هذه الفعالية المهمة جاء قبل أن يطوى عام الخط العربي، الذي ألهم العالم بجمالياته وما يزخر به من فنون وموروث عريق في فعاليات أطلقها سمو وزير الثقافة، وقادها وأسهم فيها أفراد ومؤسسات وجهات حكومية، على اختلاف نطاق أعمالها، منها بالطبع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.
وأوضح "ابن معمر" أن المسكوكات الإسلامية من أهم الوثائق التي تساعد في استنباط واستكشاف الكثير من الحقائق التاريخية، ومن أهم مصادر التاريخ الإسلامي وأدقها كونها تساعد في إعادة كتابة التاريخ، وتلقي الأضواء على الكثير من الحوادث التاريخية.. كذلك تبرز المسكوكات الإسلامية من حيث كونها وثائق صحيحة وسليمة. لافتًا إلى أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من المؤسسات الثقافية الثرية في مجموعاتها الخاصة، منها المسكوكات والعملات النادرة والصور التاريخية والخرائط والمخطوطات، فضلاً عما تقتنيه من أوعية معلومات، تغطي جميع فروع المعرفة البشرية، ولديها رصيد ثري من المسكوكات والعملات النادرة الأصلية من الذهب والفضة والنحاس والمعادن الأخرى، التي تجاوز عددها (8) آلاف مسكوكة وعملة نادرة، وتغطي أكثر من (14) قرنًا من الزمان، وتشمل مساحة جغرافية، تمتد من بلاد الهند وأواسط آسيا شرقًا إلى بلاد المغرب العربي والأندلس غربًا، ومن بلاد القوقاز شمالاً إلى أرض اليمن السعيد والسلطة العمانية جنوبًا.
واستعرض خلال كلمته أندر المسكوكات المعروضة، منها: دينار عربي بيزنطي، سُكَّ في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان في عام (73) هجريًّا، وهو أول عملة تحمل الكتابة العربية، وأول عملة عربية إسلامية تظهر عليها شهادة التوحيد. فيما يضم المعرض مجموعات أخرى من الدنانير والدراهم العربية الإسلامية، يعود تاريخها إلى العصور الأموية والعباسية والأندلسية والفاطمية والأيوبية والأتابكية والسلجوقية والساسانية والمملوكية، ومن دول المشرق الإسلامي ودول المغرب العربي، إضافة إلى بعض النقود التي تعود إلى بعض الحضارات التي عاشت في الجزيرة العربية، التي كانت تُضرب في مدن سك النقود في الجزيرة العربية في مكة المكرمة والمدينة المنورة واليمامة وبيشة، وغيرها من المدن. كما يضم مجموعات من عملات المملكة العربية السعودية التي تمثل العهود السعودية خلال التاريخ السعودي المعاصر.
ويقوم المعرض على استخدام التقنية بشكل كامل، كما تسجل وتحفظ جميع محتويات المعرض على منصة الأصول الرقمية على شبكة الإنترنت؛ وهو ما يساعد على حفظ حقوق المكتبة الفكرية في البيانات والصور، ويساعد على سرعة الوصول إليها.
وتعقد مجموعة من الفعاليات المصاحبة على هامش المعرض، منها: تدشين كتاب "الخط العربي على النقود الإسلامية" للدكتور نايف الشرعان، الذي كلفته المكتبة بإنجازه، ويرفد المكتبة العربية بدراسة الخط العربي وتطوره على مر العصور من خلال النقود الإسلامية، وذلك في ضوء العملات الإسلامية المحفوظة في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، إضافة إلى إقامة ندوات للمختصين والباحثين، وقراءة مأثورات النقود الإسلامية ودلالتها، والدور الذي لعبته المسكوكات العربية والإسلامية عبر التاريخ في إبراز أنماط الحياة وتطورها على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والفنية.