أكد البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة أستاذ الصحة العامة بجامعة امبريال كولدج لندن، أمين عام اتحاد المستشفيات العربية، أن التأهيل الصحيح للموظفين ينعكس إيجاباً على منظومة العمل، لافتاً إلى أن شخصية المدير أهم العوامل المؤثرة في القيادة الصحية الناجحة. ونوه "خوجة" بأن هناك ثمانية متطلبات للقيادة الفعالة في مجال الصحة العامة.
جاء ذلك خلال فعاليات اللقاء التفاعلي عن إعداد وتأهيل القيادة الصحية، والتي انطلقت بمشاركة كل من "خوجة"، والدكتور يوسف العومي المدير العام السابق للإدارة العامة للرعاية الصيدلانية بوزارة الصحة، والدكتورة علياء عبدالحميد الناجي دكتوراه في علم الأوبئة.
واستهل البروفيسور خوجة جلسات اللقاء بمحاضرته عن "القيادة مفاهيم أساسية رؤى خاصة مع التركيز على الصحة العامة"، إذ أوضح أن القيادة هي عملية التأثير الاجتماعي التي يمكن من خلالها لشخص واحد حشد المساعدة والدعم من قبل الآخرين في إنجاز مهمة مشتركة، أي تنظيم مجموعة من الناس لتحقيق هدف مشترك.
وبيَّن أن دراسات القيادة أنتجت نظريات تتضمن السمات والتفاعل الظرفية والوظيفة والسلوك والقوة والرؤية والقيم والكاريزما والذكاء، بجانب أمور أخرى، وخلصت جميعها على أن يكون لدى القائد فهم صادق عن شخصيته وما يعرفه، وما يمكنه فعله، حتى يكون قائداً ناجحاً كاسباً لولاء وثقة مرؤوسيه وموظفيه.
وتابع بأن مفاتيح القيادة الفاعلة تتضمن مساعدة الموظفين على فهم كيفية مساهمتهم في تحقيق أهداف العمل الرئيسة، ولتحقيق ذلك يجب أن يكون القائد محترفاً يمتلك سمات شخصية جيدة تتضمن الصدق، الكفاءة، الصراحة، الالتزام، النزاهة، الشجاعة، الصراحة، الخيال، فكل مؤسسة لديها بيئة عمل معينة، والتي تملي إلى حد كبير كيفية استجابة قادتها للمشاكل والفرص، وهناك ثلاثة عوامل تؤثر على أسلوب القيادة الذي يجب استخدامه وهي: الخلفية الشخصية للمدير، طريقة الإشراف على الموظفين، توجه المؤسسة أو المنظمة.
وأردف بأن قضايا الصحة العامة أصبحت مترابطة ومعقدة بشكل متزايد، ولتحقيق النجاح، يجب على قادة الصحة العامة فهم السياق والعلاقات التي تشكل الأنظمة التي يرغبون في التأثير عليها، سواء على المستوى الفردي أو التنظيمي أو المجتمعي، إذ تعد قيادة الصحة العامة أحد التخصصات ذات الأولوية التي يحتاج اختصاصيو الصحة العامة إلى التعلم جيداً إذا أرادوا التعامل مع قضايا الصحة العامة المطلوبة بفعالية وكفاءة.
ونوه "خوجة" بأن هناك ثمانية متطلبات للقيادة الفعالة في مجال الصحة العامة، وهي: المعرفة بقضايا وبرامج الصحة العامة، التعليم الأساسي والخبرة، الدعم التنظيمي والإداري، التدريب على الإدارة، خبرة عملية في الإدارة، موارد مادية كافية، بيئة أخلاقية أو روحية مواتية، والشخصية، ومن هنا فأن تنمية القيادات أصبحت ضرورة وليست رفاهية في زمن التحديات.
يشار إلى أن الملتقى يناقش على مدى خمسة أيام 8 محاور وهي مهارات الاتصال مع العملاء، القيادة الصحية، مهارات القيادة الناجحة في المرافق الصحية، مفاهيم حول الفريق الصحي الواحد، نظرات القيادة الوسطى في المراكز الصحية، التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية، دور الإشراف والمتابعة والتقييم في تطوير جودة الأداء في الرعاية الصحية، الإدارة الناجحة للصيدليات والمختبرات وفقاً لبرامج الجودة واشتراطات سباهي، وتم اعتماد اللقاء التفاعلي ” عن بعد” بعدد 20 ساعة تعليم طبي مستمر من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.