جولة "سبق" تكشف.. الأذواق تختلف والشوربة و"الضريبة" تستقبل متسوقي "شهر الصوم" في الأسواق المحلية

ذكاء "أصحاب الحلال" زاد مكاسبهم وملأ "سلة الشهر" دون حاجة
جولة "سبق" تكشف.. الأذواق تختلف والشوربة و"الضريبة" تستقبل متسوقي "شهر الصوم" في الأسواق المحلية

على غير عادات التسوق المعروفة في الأعوام السابقة لشهور رمضان؛ فإن هذا العام لم يشهد "ساعة صفر" محددة لاستنفار المتسوقين في المملكة؛ بسبب الموعد المبكر لصرف رواتب موظفي الدولة والقطاع الخاص -قبل رمضان بعشرين يوماً، فيما تفاوتت مواعيد أرباب الأسر مع المخازن الغذائية والمراكز التجارية.

والآتي إلى نقاط البيع تستقبله الكميات الكبيرة من كراتين مياه الشرب لعشرات الشركات، كما تصطف مئات العبوات من الشوربة "الحساء" في مقدمة المحل، في حين حرص "أصحاب الحلال" على توضيح مقدار ضريبة القيمة المضافة، التي يتم تطبيقها لأول مرة.

الرياض

في الرياض وخلال جولة "سبق"، يلاحظ بقاء المشروبات الملونة على الأرفف بكميات كبيرة دون حدوث البيع المأمول، فيما أرجع أحد المتسوقين سبب ذلك إلى الوعي لدى الناس بخطر العصائر التي تحتوي في غالبها على سكريات خطيرة، ومواد حافظة.

ونافست ثلاجات البيع بالجملة المراكز والمخازن من حيث الإقبال، كما نالت محلات الأواني المنزلية نصيبها من الزبائن، ويبدو أن الجشع غاب هذه المرة، حيث لم يعد صوت التذمر من غلاء الأسعار مسموعاً.

المنطقة الشرقية

وتشهد المنطقة الشرقية الأيام الحالية افتتاح العديد من مراكز التسوق الكبرى، والتي تنافست فيما بينها على جذب العملاء، عبر تخفيضات تصل لـ40% ومنح هدايا قيمة على المبيعات.

وتوصلت "سبق" عقب جولة لها، إلى حقيقة تراجع مبيعات تلك المراكز مجتمعة العام الحالي مقارنة بالمواسم الماضية، ويعود ذلك إلى غلاء الأسعار، وإضافة القيمة المضافة إلى السلع، وزيادة وعي المستهلك، الذي بدأ يميل إلى تأمين احتياجاته الضرورية فقط دون أي بذخ أو إسراف.

مكة المكرمة

وإلى مكة المكرمة حيث تدور رحى المنافسات بين الأسواق التجارية والغذائية خلال الأيام الخالية في عروض السلع الرمضانية وسط إقبال كبير من المتسوقين من مواطنين ومقيمين لتأمين مستلزمات الشهر الكريم.


ويرى متسوقون أنه على الرغم من التخفيضات المعلن عنها قبيل دخول شهر رمضان الكريم بأيام لجذب الزبائن إلا أنها لم تخفف من حدة وقع الضرائب المضافة على السلع الغذائية إطلاقاً، مؤكدين أن العام الحالي مختلف تماماً عن سابقيه من حيث ارتفاع أسعار بعض السلع، وموعد إيداع رواتب موظفي الدولة.


وقال المتسوق عبدالحميد آل حسن: "نحرص على التسوق قبل دخول الشهر الكريم بأيام، إلا أن هذا الموسم مختلف تماماً من حيث موعد نزول الراتب وكذلك القيمة المضافة، إذ كان لنزول وإيداع رواتب شهر إبريل والذي وافق العاشر من شهر شعبان الجاري، أي قبل دخول الشهر بعشرين يوماً السبب الأساسي في التسوق المبكر بخلاف الأعوام السابقة".

وأشار إلى أن الأسواق مهما أعلنت عن تخفيضاتها كالمعتاد لجذب الزبائن، تبقى "الضريبة المضافة" هي الحل الوحيد لدى التجار في تخفيف أعباء التخفيضات عليهم، على حد وصفه.

فيما أكدت إحدى المتسوقات أنها تحرص على ارتباد أسواق الجملة للهروب من جشع التجار في الأسواق التجارية المركزية المنتشرة في العاصمة المقدسة، مشيرةً إلى أنها اعتادت الذهاب إلى تلك الأسواق (أسواق الجملة) منذ سنوات، خاصةً أن عروضهم معقولة وسعر السلع الرمضانية تُباع بسعر الجملة بشكل أقل كثيراً من الأسواق الأخرى.

وعن أبرز "مقاضي السلة الرمضانية" التي يحرص المتسوقون عليها؛ اتفق الجميع على أن سلالهم الرمضانية لا تخلو من أدوات ومقادير الشوربة والسمبوسة إلى جانب المشروبات الرمضانية كالتوت والسن كويك وكذلك اللحوم والأواني المنزلية.

المدينة المنورة

وفي المدينة المنورة ازداد الطلب على التمور والدقيق والمياه للمنازل والمساجد، وواصلت الأسر عمليات الشراء منذ إيداع الرواتب قبل أسبوعين، وتفوق "ملاك" الأسواق في خداع المستهلكين، ونجحوا في بيع سلع لم يأتوا من أجلها، أو وضع البضائع التي تلفت انتباه الأطفال في مستوى أعينهم على الأرفف، وكذلك إعادة موقع البيض والخبز والحليب في آخر المحل لضمان شراء سلع أخرى قبل الوصول إليها! ووضع عروض خاصة على البضائع التي ستنتهي صلاحيتها منتصف رمضان أو أقل.

عفيف

وإلى جنوب غرب مدينة الرياض، وتحديداً محافظة عفيف، حيث تأثرت الحركة الشرائية بشكل ملحوظ في أغلب المحلات التجارية، باستثناء الأسواق الغذائية وأسواق المواشي، وذلك بهدف الترشيد في الاستهلاك في الراتب الأخير قبل رمضان، وحتى لا يقع رب الأسرة في مأزق عدم قدرته على توفير مسلتزمات الشهر.

والتقت "سبق" بالمتسوق تركي العتيبي، والذي أكد أنه عمد ومثله الكثير من الأهالي للبدء بمستلزمات شهر رمضان من راتب شهر رجب، وذلك لتأخر نزول راتب شعبان حتى بداية رمضان.

وأضاف أن الكثير من المتسوقين أصبح أكثر وعياً من حيث متابعة التخفيضات في التموين واستخدام البدائل بين المنتجات، لتوفير أكبر قدر، وتأجيل شراء الكماليات حتى تتوفر نقود كافية.

رماح

وإلى محافظة رماح شمال شرق مدينة الرياض التي تزدهر ببيع الذبائح كان هناك فارق طفيف في الأسعار، سواء الغنم أو الإبل، بزيادة 150 ريالاً على الرأس، و350 ريالاً للحاشي.

وساهمت رقابة بلدية المحافظة وفرع "التجارة" في ضبط سوق بيع الجملة والمفرق للمواد الغذائية، وكالعادة تصدرت الشوربة وعجينة اللقيمات والدقيق سلة رمضان.

الجوف

وفي شمال المملكة، شهدت أسواق منطقة الجوف وفرة في معروض المواد الغذائية الخاصة برمضان لاسيما الدقيق وخليط المعجنات والعصائر واللحوم، وأصناف عديدة من المكرونة، ويعمل أصحاب محلات المواد الغذائية على تقريب السلع الأخرى الضرورية للمواد الرمضانية.

ويتزايد الطلب على اللحوم الحمراء إلى الضعفين عن الأيام العادية خلال رمضان، لاسيما اللحم المفروم، لأنه يستخدم كثيراً في المعجنات الرمضانية كالسمبوسة وبعض الفطائر.

ويبحث الكثير من الأهالي عن السلع الأقل تكلفة عقب الضريبة المضافة على السلع، كون المواد الغذائية متشابهة، ويتخصص بالسلع الرخيصة محلات شهيرة تبيعها بأقل والتي تشهد إقبالاً كبيراً في مثل هذه الأيام.

الطائف

ومنذ وقت مبكر من شهر شعبان ازدحمت مراكز التسويق الكُبرى في الطائف، ويعود ذلك لحرص الأُسر خلال الشهر الكريم، في ظل توفر تلك المواد والتي حرصت تلك المراكز على توفيرها، ومنهم من كان قد وفرها مع منتصف شهر رجب، في حين ومع تلك الاستعدادات اتضح حرص الأسر على التبكير في عملية الشراء، والتفرغ للعبادة خلال شهر رمضان المبارك.

وظهرت بعض المراكز التسويقية الكُبرى في موضع تنافس خلال العام الحالي، وذلك من خلال عبارة "الضريبة علينا"، حيث يتحملون القيمة المُضافة في مستلزمات رمضان، ما زاد من الإقبال عليهم، وزرع تنافس بينهم، وسط تأكيدات من قبل العاملين في تلك المراكز بأن عملية الشراء تزيد في نسبتها عن المواسم الرمضانية السابقة، ما يعني ارتفاع الاحتياج، وأن الأسعار قد تتفاوت بين بعض المراكز إلا أنها في متناول الأيدي، وسط العروض التي تُطرح من قبل تلك المراكز بهدف الجذب.

وفي الجانب الآخر، لا زالُ سوق الأنعام يشهد ازدحاماً شديداً من قبل المواطنين والمقيمين الراغبين في شراء الأنعام ومنها "الأغنام والأبقار"، حيث سجل المسلخ بالسوق أرقاماً عالية في عملية الذبح نظراً لزيادة عملية الشراء، وفرض الضريبة على سعر الذبح من خلال الفاتورة الممنوحة للعميل وسط رضا العميل.

وكشفت معلومات عن زيادة الإقبال على شراء "السواكني" من بين الأغنام أكثر من "الحري" وذلك لاستقرار سعره ما بين 600 إلى 700 ريال، وفي المقابل يزيد سعر "الحري" لأكثر من ألف ريال، وقد يصل لحوالي 1300 ريال، وربما تزيد أسعارهما في اليومين الأخيرين من شهر شعبان.

ويُفضل آخرون التوجه لمحلات الجزارة لشراء اللحوم التي تكفيه، ومنها الحسيل "المفروم" والذي يدخل في إعداد "السمبوسة والمكرونة والمحشي" وغيرها، وفي حال نقصها خلال شهر رمضان المبارك يعودون لتلك المحلات.

حائل

ولم يختلف مؤشر سوق رمضان في منطقة حائل عن بقية مدن المملكة غير أن السوق المركزي للخضار والفواكه انتعش أكثر من الأشهر الماضية، وتوسعت حركة التصدير إلى الأسواق المحلية.

كما شهدت مراكز بيع الجملة إقبالاً من المتسوقين على المعجنات والشوربة والمكرونة والعصائر وهي مواد ارتبطت بشهر الصوم منذ عقود، ولم يلاحظ أي زيادة في الأسعار، ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار قليلاً في اللحوم والخضار ليلة هلال رمضان.


أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org