وماذا بعد يا قطر؟

وماذا بعد يا قطر؟

لا أدري من أين أبدأ؛ فقد استمرأتْ حكومة قطر الإساءة للمملكة العربية السعودية وقادتها وشعبها، ولم يبقَ باب من أبواب التخريب والفتنة إلا طرقته ظنًّا منها أنه سيتحقق لها نصر ما، لكن الفشل أصبح ملازمًا لكل ما تقوم به، وانقلب السحر على الساحر؛ فكان كل ما تقوم به من أعمال شاهدًا عليها، وخسرت أموالها التي أنفقتها، بل إنها خسرت سمعتها، ولم يعد في العالم من يصدقها، وحتى من تظن أنهم معها هم في الحقيقة أصحاب مصالح، وجدوا خزانتها مفتوحة لهم؛ فأبدوا التأييد لها ومناصرتها على الباطل. هذه الدولة المارقة أرادت أن تغير خارطة العالم العربي بتخطيط من الغرب، ودفعت مليارات الدولارات لتك المخططات التي تم إفشالها في أيام، بل ربما في ساعات باعتراف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في مذكراتها، وكان وراء إفشال تلك المخططات الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله – عندما وقف إلى جانب دولة مصر الشقيقة، وأعلن أن أي اعتداء أو إضرار بأمن مصر يعتبر اعتداء على السعودية، وبقي على دعمها حتى استعادت عافيتها. كما أن هذه الدويلة سعت إلى تبني مؤامرة اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالاتفاق مع الرئيس الليبي معمر القذافي، لكن الفشل كان حليف ذلك العمل الجبان، ونقطة سوداء في تاريخها. كما أنها خططت لتغيير نظام الحكم في السعودية، وكانت تظن أن الشعب السعودي سيقف معها، وينقلب على قيادته، لكنها اكتشفت أنها أصغر وأحقر من أن تؤثر على الشعب الذي يعلن دائمًا وأبدًا ولاءه لقيادته وحبه لوطنه.

لقد شاركت قطر في التحالف العربي لعاصفة الحزم في اليمن فما كان منها إلا الغدر والخيانة، وبعد أن ثبت لقوات التحالف وقوفها إلى جانب العصابة الحوثية، وتعمدها إيذاء قوات التحالف بتسريب معلومات وإحداثيات للعناصر الحوثية، تم طردها من التحالف. وبعد أن طفح الكيل من سلوكها المشين أعلنت الدول الأربع قطع العلاقة معها؛ فما كان منها إلا أن استنجدت بالقوات الفارسية والعثمانية لحماية النظام من أبناء قطر الغيورين الذين لم يرضِهم ما يقوم به الحمدان من إعادة الاستعمار إلى وطنهم، وتسليم رقابهم لعدو الأمس الذي أصبح في نظرهم صديق اليوم؛ وهو ما جعل الشعب القطري غريبًا في وطنه، ينفذ أوامر من تولى أمره من الأتراك والإيرانيين. والمضحك أن يتبنى نظام الحمدين الدعوة التي أطلقتها إيران قبل أعوام بتدويل الحرمين الشريفين؛ فكان الرد العربي والإسلامي ضربة قاصمة لهم؛ فلم تلقَ تلك الدعوة إلا انتقاد دول العالم الإسلامي التي رفضت ذلك. واليوم أكدت قطر بما لا يدع مجالاً للشك وقوفها الدائم إلى جانب العصابة الحوثية؛ إذ رقصت قناة الكذب والخيانة (قناة الجزيرة) فرحًا بالصواريخ التي أطلقتها العصابات الحوثية على السعودية، وادعت زورًا وبهتانًا أن تلك الصواريخ ضربت مطارات الرياض وجيزان ونجران.. وكانت فضيحة مذيعها عندما ذكر أن تلك الصواريخ عادت إلى قواعدها سالمة. وهذا هو أسلوب تلك القناة؛ فمنذ قيام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بزيارات لمصر وبريطانيا وأمريكا وهي تقدم تقارير وتحليلات كاذبة. وقد جوبهت بانتقادات الكثيرين ممن استضافتهم من المحللين الذين أبدوا انتقادهم للمغالطات التي تبثها تلك القناة.

إن هذه الدويلة لن تتوقف عن نشر الفتن بين جيرانها، والسعي لاستجداء أعداء العرب والمسلمين للوقوف معها.. وقد أثبتت الاحترافية الكبيرة في شراء الذمم الرخيصة بالأموال للطعن في كل ما هو خليجي، بل عربي، وستبقى تسارع الخطى لتدمير كل العلاقات العربية والإسلامية.

وكما بدأت هذه المقالة بسؤال أختمه بآخر:

إلى متى تُترك هذه الدويلة تعربد وتسعى بكل حرية إلى تفريق الصف العربي والوحدة الإسلامية وإيذاء جيرانها؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org