
التقى وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ اليوم، بخريجي الجامعات السعودية من الأشقاء بجمهورية إندونيسيا، وذلك بقاعة المحاضرات بفندق الفورسيزون بالعاصمة جاكرتا، في إطار برنامج زيارته الحالية.
وخاطب الوزير "آل الشيخ" خريجي الجامعات السعودية في جمهورية إندونيسيا قائلاً: لقد شرفكم الله بأخذ العلم والمعرفة من بلادكم المملكة العربية السعودية، هذه البلاد المباركة والبقاع المقدسة التي إلى اليوم تحكم شرع الله سبحانه وتعالى وتحمل لواء الدعوة إلى الإسلام الصحيح، وتنشر القرآن الكريم في ربوع الدنيا، وتتابع أحوال المسلمين ويسرها ما يسرهم ويزعجها ما يزعجهم، مضيفًا: هذه مسؤولية عليكم عظيمة وكبيرة، حيث نهلتم العلم في مهبط الوحي من علماء أجلاء يعرفون معاني القرآن الكريم وتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعاله.
وأكد "آل الشيخ" ضرورة إن يكون العلم ظاهرًا من خلال ما يقدمه الداعية من أعمال مباركة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال اللين اللطيف الذي أمرنا الله به سبحانه وتعالى، حيث قال سبحانه في كتابه: {ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، فهذه قاعدة دعوية تسيرون عليها وتقومون بعمل الدعوة على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.
وأضاف يقول: إن الإسلام دين رحمة، ولكن هناك من المسلمين كما في غيرهم من الملل الأخرى متطرف وغير معتدل، حيث اختُطِف الإسلام ومبادئه من فئات لا تخاف الله سبحانه وتعالى، واستغلت غفلة المسلمين خلال العقود الماضية، حيث أساءوا وأضروا بالإسلام والمسلمين وبلادهم، وقاموا بأعمال لا ترضي الله سبحانه وتعالى ولا يقبلها مؤمن على وجه الأرض، حيث جعلوا من الإسلام خادماً للسياسة من أجل تحقيق مصالح دنيوية.
وواصل: إن الله سبحانه وتعالى ارتضى لنا أن نكون أمة وسط لا غلاة، وندعو لتحقيق الأمن والاستقرار في الأوطان، ننشر الإسلام وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالى من خلال الفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ووفق المنهج الصحيح منهج السلف الصالح منهج الخلفاء الراشدين، ومن أتى بعدهم من التابعين والصالحين الموثوق في علمهم وديانتهم وخيريتهم.
وأكد الوزير "آل الشيخ" أنه يجب على الداعية إلى الله أن يكون قدوة حسنة يقتدى به، وأن يمثل الإسلام خير تمثيل، وأن يكون داعية للخير والتسامح، لافتاً إلى أن خطأ الداعية لا يسيء إلى نفسه فقط بل يسيء للدعوة والدعاة بشكل عام وللقرآن الكريم والسنة المطهرة، ويضر بالإسلام والمسلمين، مشيراً لضرورة أن يلتزم الداعية بالوسطية والاعتدال التي أمر الله سبحانه وتعالى بها.
وأضاف إن المملكة ابتليت وأصابها أذى كبير من أصحاب الأفكار الضالة والهدامة والغلاة المجرمين الذين يؤولون كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق أفكارهم الضالة ونظرتهم القاصرة، وأنتجوا فئة قليلة أساءت للدين والإسلام والمسلمين، وانتهجت منهج التكفير والتفجير، ولكن استطاعت الدولة القضاء عليهم والتمكن منهم وتنفيذ شرع الله فيهم كلاً بما يستحقه، مختتماً كلماته بالإشارة إلى أن السعودية بإذن الله واعية وقوية وأمينة على ما اؤتمنت عليه من حمايتها لهذه البلاد المباركة، وحمايتها للحرمين الشريفين، والتصدي لكل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها.
من جانبهم، عبر خريجو الجامعات السعودية في إندونيسيا في كلماتهم خلال اللقاء عن شكرهم وتقديرهم لقيادة المملكة المتمثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- على جهودهما في خدمة الإسلام والمسلمين، والحرص على نشر منهج الوسطية والاعتدال، ومساندة أبناء المسلمين بالعالم لتعلم العلوم الإسلامية ضمن برنامج المنح الدراسية الذي أسهم في تمكين الآلاف من أبناء وبنات الشعب الإندونيسي.