أثمرت وجاهة ولاة الأمر -حفظهم الله- "مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ومحافظ الطائف المكلف سعد الميموني"؛ عن إعلان ورثة المجني عليه "هاني بن سعد بن قليل الحارثي" تنازلهم عن الجاني "ياسر بن عبدالعزيز بن فواز الحارثي" لوجه الله، ثم تقديراً لمن سعوا في ذلك، كذلك لعموم مشايخ القبائل والوجهاء والجمع الغفير من المواطنين الذين احتشدوا أمامهم.
جاء ذلك خلال ملفى قبلي شارك فيه عدد من مشايخ وأعيان ووجهاء عدد كبير من القبائل بالمملكة، وبحضور لجنة إصلاح ذات البين بالطائف.
وأبدى أولياء الدم في البداية بعد أن احتشدت وفود القبائل أمامهم فطلبوا عشرة ملايين ريال، وأن يقسم أمام الجميع "25" من عصبة الجاني أن تلك القضية خطيئة وليست متعمدة وذلك كعرف قبلي.
وبعد أن أدى القسم عصبة الجاني، وعليه أعلن أولياء الدم فورًا تنازلهم لوجه الله تعالى، ثم تقديراً لجميع الشفاعات الذين احتشدوا أمامهم المشاركين في الملفى، وهلل الجميع وكبروا وشكروا الله ثم أولياء الدم على نبلهم وكرمهم وقبولهم الشفاعات وتنازلهم وعفوهم عن الجاني لوجه الله تعالى ودون مقابل.
يذكر أن أبناء قبيلة العضاوين من بالحارث هم أهل الجاني والمجني عليه بذلوا جهودًا كبيرة في الحفاوة والتكريم للوفود القبلية التـي شاركت في الملفى، يتقدمهم "الشيخ سعد بن غزاي الحارثي" الذي بذل جهدًا مميزًا في الاحتفال والتكريم للوفود القبلية، وكذلك جهودًا مشكورة ومأجورة بإذن الله في مساعي العفو والتنازل.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، نقل أمين لجنة إصلاح ذات البين بالطائف، أحمد حسن الزهراني، شكر ولاة الأمر -حفظهم الله- الدائم في مثل هذه المواقف، ولكل عمل خيري نبيل، وكذلك شكر مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، ومحافظ الطائف؛ لأولياء الدم؛ على كرمهم ونبلهم وتسامحهم وتنازلهم عن الجاني دون مقابل، رافضين كل العروض الدنيوية.
وأكد "الزهراني" أن ذلك ليس بمستغرب من أبناء هذا الوطن الذين دأبوا على العفو والتسامح في مختلف المواقف، مبينا أن قبيلة بالحارث عموماً، إحدى القبائل التي اشتهرت بكرمها ونبلها، وأن ما قدموه أولياء الدم إنما هو تأكيد على ذلك كله.
