100 ألف جاءوا يتسابقون ركضاً لينالوا شرف لقاء النبي.. هكذا كانت "حجة الوداع"

لبّى بـ"لبيك" ويسّر بـ"افعلوا ولا حرج" وخطب خطبته الشهيرة.. رمي ونحر وحلق وطواف
100 ألف جاءوا يتسابقون ركضاً لينالوا شرف لقاء النبي.. هكذا كانت "حجة الوداع"
تم النشر في

بعد فتح مكة في العام الثامن من الهجرة، وبعد أن تطهّر البيت العتيق من شوائب الشرك وأرجاسه، ونزل قول الحق سبحانه وتعالى: "وقل جاء الحق وزهق الباطل"، وتحديداً في الخامس من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عزمه أداء فريضة الحج، وقد شاء الله أن تكون الأولى والأخيرة، ومن أجل ذلك سميت: "حجة الوداع".

100 ألف

ولما سرَت الأنباء بحج الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كل مكان، تجمعت القبائل العربية من كل حدب وصوب، حتى لقد بلغت عدة المسلمين حينئذٍ مائة ألف أو يزيدون، جاءوا يتسابقون ركضاً لينالوا شرف الحج مع النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وليروا عن كثب تلك المناسبات المقدسة كما يؤديها الرائد الأكبر والقائد المظفر، وكما تقضي بها تعاليم الدين الحنيف.

لبيكَ اللهم لبيك

يقول المدير التنفيذي لمتحف المدينة المنورة المهندس حسّان طاهر: إنه لم يكد يأتي اليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة، حتى بدأ الركب يولي وجهه شطر المسجد الحرام، فخرج معه نحو مائة ألف من المسلمين من الرجال والنساء، وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة أبا دجانة الساعدي الأنصاري، وأحرم للحج ثم لبّى قائلاً: "لبيكَ اللهم لبيك، لبيك لا شريكَ لك لبيك، إن الحمدَ والنعمةَ لك، والملك، لا شريك لك".

مناسك الحج

وأضاف "طاهر": "بقي النبي صلى الله عليه وسلم ملبياً حتى دخل مكة المكرمة، وطاف بعدها بالبيت سبعة أشواط، واستلم الحجر الأسود وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم وشرب من ماء زمزم، ثم سعى بين الصفا والمروة، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة توجه إلى منى فبات فيها، وفي اليوم التاسع توجه إلى عرفة فصلى فيها الظهر والعصر جمع تقديم في وقت الظهر، ثم خطب خطبته التي سميت فيما بعد خُطبة الوداع".

خطبة الوداع

وقال المهندس "حسان" عن ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مضى على حجه، فأرى الناس مناسكهم، وأعلمهم سنن حجهم، وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بيّن، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً؛ أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم...(".

افعلوا ولا حرج

وأكد المدير التنفيذي لمتحف المدينة أنه بعد غروب شمس يوم عرفة نزل رسول الله، والمسلمون إلى مزدلفة، وصلى المغرب والعشاء فيها جمع تأخير، ثم نزل إلى منى، وأتم مناسك الحج من رمي الجمار والنحر والحلق وطواف الإفاضة، وعندما كان الصحابة يسألون الرسول محمد عن بعض أعمال الحج مثل الترتيب بين الرمي والحلق والتحلل وغيرها، لا يجدون منه إلا التيسير عليهم، وهو يقول لهم: "افعلوا ولا حرج"، وقد قدم النبي محمد في مكة المكرمة بعد الانتهاء من مناسك الحج عشرة أيام، ثم عاد إلى المدينة المنورة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org