تجسدت صورة من صور الوفاء النادرة في امرأة سعودية من محافظة خليص بمنطقة مكة كانت مثالاً للمرأة الوفية، قامت بتربية أبنائها بعد وفاة زوجها، كما قامت بتربية أبناء أختها المتوفاة، هذه المرأة المخلصة لزوجها الذي توفاه الله لم تنسهُ وبكل عزيمةٍ وإصرار ادخرت مبلغاً وبنت به مسجداً لزوجها.
وحول هذا الموضوع يقول ابنها محمد غازي الحربي لـ"سبق": الوالدة هي عمة الداعية عبدالواحد المغربي، ونشأت في منزل محافظ تعلمت فيه الإخلاص والطاعة للزوج.
وعن سبب تسمية والدته بأم الأيتام قال: والدتي تسمى أم الأيتام لأنها رعت أبناء أختها المتوفاة.
وعن قصة وفاة والده قال: الوالد تعرض لحادث عام 1402 للهجرة وبسببه أصبح مقعداً، وكانت والدتي تحمل الأذى عنه طوال 6 أشهر.
وأضاف: وفي عام 1410 توفي الوالد أثناء عودتي من المدرسة ووقتها كنت في الثاني متوسط، وشاهدت الوالدة تبكي في غرفة الوالد وتشم ملابسه. كما ابتلت بأخي، مصاب بالشلل الرباعي بسبب حادث.
وتابع: وفاة والدي أثرت في حياتها, كان له راتب تقاعدي "ألفا ريال" وكانت تقول لنا إن هذا الراتب ستبني منه مسجداً للوالد، ومنذ ذلك الوقت بدأت تستقطع من الراتب وتشارك في جمعيات مع الأقارب, حاولنا أن نثنيها لظروفنا الاقتصادية الصعبة لكنها كانت مصرة إصراراً عجيباً.
وأردف: قبل عامين مرت بأزمة صحية شعرنا بدنو أجلها ولبينا رغبتها ببناء المسجد من المبالغ التي ادخرتها لذلك, وقبل 6 أشهر أدخلت المستشفى وكانت في أزمة كبيرة ولكن دعت الله أن يطيل أجلها حتى تبني المسجد.
وأضاف: ولله الحمد افتتحت المسجد قبل رمضان بأسبوعين وكانت فرحتها عظيمة, وقبل أربعة أيام انتقلت إلى رحمة الله وهي صائمة.
