
يعود تاريخ "الزير" المصاحب للفلكلور الشعبي "العرضة الجنوبية" إلى مئات السنين، مرتبطاً بعلاقة أساسية لإقامة المناسبات بمختلفها، بما فيها مناسبات الزواجات، خصوصاً عند المنتمين لهذا الفن الشعبي الحماسي، إلى جانب أنه ارتبط قديماً بالحروب وذلك لتخويف الأعداء وإشعارهم بجاهزية القبيلة لخوض غمار المعركة.
ولتسليط الضوء أكثر على هذا الفن "زير العرضة الجنوبية"، أكد عطية بن علي الزهراني، أحد منسوبي تعليم مكة المكرمة، رئيس فرقة أبوعطية أن هذه المهنة التي توارثوها أباً عن جد تعود لخمسين سنة في الماضي، التزمت بفن العرضة الجنوبية وأصبحت ملازمة لها، مشيراً إلى أن الزير أصبح علامة فارقة في تاريخ وهوية مناطق عدة بالمملكة.
وعن مكونات الزير أوضح الزهراني أن الزير عبارة عن نصف برميل من الحديد تُغطى فوهته بجلود الأنعام بعد أن تجفف، ليكون جاهزاً للاستخدام في المحافل الاجتماعية، ويوضع على النار التي تقوم بتسخينه أثناء العرضة ليصدر أصواتاً عالية تسمع من بعيد، بما يسمى بـ"حنَم الزير" يتولى هذه المهمة أربعة إلى خمسة أشخاص "نقاعون" يضربون الزير بالمناقع المستحضرة من أعواد شجر شديد الصلابة.
وأشار مالك فرقة أبوعطية المتخصصة في هذا المجال أن محبي هذا اللون وعشاقه يحرصون دوماً على إحياء زواجاتهم تحت صوت الزير إيذاناً ببداية الفرح وابتداءً لسهرة شعبية تمتد لساعات، فرسانها شعراء يُلقون القصائد الحماسية "البدع والرد" وترددها الصفوف في لون يسمى بالشقر.
يُشار إلى أنَّ فن الزير المنتشر في مناطق ومحافظات عدة بالمملكة يلقى اهتماماً بالغاً وحضوراً كبيراً في المحافل الوطنية بشكل سنوي، منها مهرجان التراث الوطني الجنادرية وسوق عكاظ، بالإضافة إلى المسابقات الشعرية.