
أماط الباحث الفلكي ، المشرف العام على جمعية آفاق لعلوم الفضاء ، الدكتور شرف السفياني، اللثام عبر "سبق"، عن بعض المعلومات حول الأبراج والتقاويم والعلاقة بينها، بمناسبة كثرة الحديث عن هذه الموضوعات عقب قرار تغيير مواعيد صرف الرواتب من التقويم الاسلامي الهجري إلى التقويم الشمسي الميلادي.
وقال "السفياني": "ذكر الله عز وجل الأبراج في القرآن الكريم في أكثر من موقع ، قال تعالى "والسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ" ، والبروج : جمع بُرج بضم الباء ، وحقيقته البناء الكبير المتّخذ للسكنى أو للتحصّن ، وهو يرادف القصر ، قال تعالى : { ولو كنتم في بروج مشيدة} سورة النساء".
وأضاف: "أما البروج اصطلاحاً فهي تجمعات من النجوم بجوار بعضها البعض ، وتخيل القدماء تكتلات هذه النجوم بأشكال تتشابه مع الحيوانات والطيور وأدوات وأشكال أخرى، وأطلقوا عليها أسماء الأشكال التي تخيلوها أو أسماء آلهتهم وأبطال أساطيرهم، فسميت بأسماء يونانية ولاتينية وعربية وإغريقية".
وأردف: "يشير بعض المؤرخين إلى أن سكان دجلة والفرات منذ حوالي ثلاثة آلاف عام ق.م هم أول من أطلق معظم أسماء الكوكبات النجمية "الأبراج".
وتابع: "قُسمت هذه الأبراج في مجموعها العام إلى 88 كوكبة نجمية تم اعتمادها عالميًا بحدودها وأشكالها ، منها 12 برجاً تمتاز بمرور الشمس من خلالها ظاهرياً أثناء السنة الشمسية الواحدة ، بمعنى أن الشمس شهريًا تدخل أحد هذه الأبراج الـ12".
وقال "السفياني": "انتقال الشمس بين الأبراج إنما هو اصطلاح اتفاقي لأنه لا يطابق الواقع بسبب أن الأرض هي التي تتحرك أمام البروج وليس الشمس ، وهي بالترتيب : "الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، الأسد ، السنبلة أو العذراء ، الميزان ، العقرب ، القوس أو الرامي ، الجدي ، الدلو أو ساكب الماء "، وهي مجموعة في هذا البيت: (حمل الثور جوزة السرطان ورعى الليث سنبل الميزان، ورمت عقرب بقوس لجدي وملأ الدلو بركة الحيتان)".
وأضاف: "القدماء استخدموا هذه الكوكبات في تحديد فصول السنة ، حيث أن الأرض أثناء دورتها الانتقالية حول الشمس تحتاج ثلاثة أشهر "ثلاثة أبراج" كي تنهي فصلاً كامل من فصول السنة ، كما استخدموها في معرفة الإتجاهات الأصلية أثناء سفرهم وارتحالهم في البر والبحر".
وأردف: "التَقْوِيم مشتق من (القِيمة) وعليه فإن التقويم معناه "جعل للزمن قيمة معلومة" بناءً على حركة الأجرام الفلكية ، والتقويم هو نظام عد زمني من ابتكار البشر لحساب تواريخ الأيام وتنظيمها لأغراض اجتماعية أو دينية أو تجارية أو إدارية".
وتابع: "المصريون القدماء هم أول من استندوا في تقويمهم على دورة الشمس ، فقد استنبطوا سنة مكونة من 360 يوماً، وفيها 12 شهراً يتألف كل منهم من 30 يوماً ، والأشهر المصرية هي (طوبه ، أمشير ، برمهات ، برمودة ، بشنس ، بؤونة ، أبيب ، مسرى ، نسيئ وتوت ، بابة ، هاتور ، كياهك)".
وقال "السفياني": "أما الرومان القدماء فكانوا يعتمدون على التقويم القمري ، وكان تقويماً معقداً فكانت السنة تتكون من 12 شهراً؛ ويتم أحياناً إدراج شهراً إضافياً بشكل اعتباطي، ويسمى مِرْسِدونيوس ، والأشهر الرومانية هي (مارتيوس ، أبريليس ، مايوس ، جونيوس ، كوينتيليس ، سِكْستيليس ، سبتمبر ، أكتوبر ، نوفمبر ، ديسمبر ، جانواريوس ، فِبْرِوَريوس)".
وأضاف: "يعدُ تقويم شعوب المايا أول تقويم موسمي وزراعي في أمريكا منذ عام 580 قبل الميلاد، والتقويم الصيني بأنه تقويم شمسي قمري أي أنه يعتمد على دورتي الشمس والقمر ، واسماء الأشهر لديهم هي (النمر ، الأرنب ، التنين ، الأفعى ، الحصان ، الغنم ، القرد ، الديك ، الكلب ، الخنزير ، الجرذ ، الثور)".
وأردف: "بالنسبة للتقويم السريانى أو الشهور الآشورية هو تقويم شمسي من 12 شهر ، ويستعمل فى أغلب البلاد العربية وشهوره هي (كانون ثاني ، شباط ، آذار ، نيسان ، ايار ، حزيران ، تموز ، آب ، أيلول ، تشرين الأول ، تشرين الثاني ، كانون الأول)".
وتابع: "التقويم الهجري أو التقويم الإسلامي هو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر حول الشمس لتحديد الأشهر ويتكون من 12 دورة للقمر فهي تستغرق 354.367056 يوماً، وهذا يعني أنها أقصر بـ 11 يوماً تقريباً عن السنة الشمسية والمعتمدة في التقويم الميلادي".
وقال "السفياني": "التقويم ينسق العد الزماني ، لذا يستخدم في تحديد مواعيد دخول الشمس ظاهرياً في هذه الأبراج خلال العام الواحد فمثلاً يبدأ : برج الحمل 21 آذار مارس (برج الثور 22 نيسان أبريل ، برج الجوزاء 22 آيار مايو، برج السرطان 22 حزيران يونيو، برج الأسد 22 تموز يوليو، برج العذراء 23 آب اغسطس ، برج الميزان 22 أيلول سبتمبر ، برج العقرب 23 تشرين الأول أكتوبر ، برج القوس 22 تشوين الثاني نوفمبر، برج الجدي 21 كانون الأول ديسمبر ، برج الدلو 20 كانون الثاني يناير، برج الحوت 19 شباط فبراير".