
لم يكن نبأ استشهاد المقدم الركن "عبدالرحمن الشهراني" عاديًّا بالنسبة لزملائه المقربين منه في مدينة تبوك، التي عمل بها حتى آخر أيام حياته؛ لما عرف عنه من مواظبة في عمله ودماثة أخلاقه والشجاعة والإقدام، ويؤكد زملاء الشهيد "الشهراني" لـ"سبق" أنه طيلة حياته ظل متفانيًا في عمله حتى استشهاده أمس، كما كان ضمن الأوائل والمتميزين أثناء فترة دراسته في الكلية الحربية التي تخرج فيها في عام 1417هـ.
ويصف عيد الذكري ـ مفلح آل قشيم من الذين عرفوا "الشهيد الشهراني"، عن قرب بأنه دائمًا ما يوصي زملاءه بتجديد النية في الذود عن الدين والوطن، مشيرين إلى أن "أبا محمد" -رحمه الله- عرفت عنه النفسُ الطيبة المرحة؛ حيث كثيراً ما يردد عبارة "شد حزامك" في حال تم تكليف مَنْ هم تحت إدارته من باب التشجيع، وهي تدل على قوة بأسه رحمه الله.
ويؤكد "ناصر بن حثلين"، صديق الشهيد "الشهراني"؛ أنه مثال للقدوة؛ فنجاحه وسيرته الحسنة جعلت منه قائداً؛ حيث تسلسل في عدة مناصب قيادية كان فيها مثالاً للعسكري المحب لدينه ثم مليكه ووطنه، كما شارك في كافة المهام التي أوكلت له بشجاعة؛ فهو رجل لا يقبل الفشل.
وكانت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، أعلنت في بيان لها أمس، عن سقوط طائرة عمودية من نوع "بلاك هوك" تابعة للقوات المسلحة السعودية أثناء تأدية مهامها العملياتية في محافظة مأرب، ونتج عن الحادث استشهاد أربعة ضباط، وثمانية ضباط صف من القوات المسلحة السعودية، ودعت القيادة الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويتقبلهم مع الشهداء، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.