العريفي: رؤية 2030 لا تغفل الجوانب الدينية والشرعية والدعوية

العريفي: رؤية 2030 لا تغفل الجوانب الدينية والشرعية والدعوية

اقترح 13 مبادرة لمساهمة دعوية فاعلة
تم النشر في

أكد مدير مركز الدعوة والإرشاد بفرع وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض محمد بن عبدالواحد العريفي أنَّ رؤية ٢٠٣٠ تتميز بأنها ليست خطة اقتصادية فحسب؛ بل هي خطة تحول شاملة سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، بما يحقق طموح القيادة الرشيدة في نهضة الوطن وتطوره، وتنمية المواطن وتقدمه، ورفاهيته وسعادته إن شاء الله تعالى.

وأضاف: "رؤية بهذه السعة والطموح لا يمكن أن تغفل الجوانب الدينية والشرعية والدعوية، فهذه الدولة المباركة قائمة على أسس راسخة من تحقيق الدين لله تعالى، وتحكيم شريعته، والدعوة إلى الحق والهدى بالتي هي أحسن، لذا فإنَّ المؤسسات الدينية والدعوية كافة معنية بهذه الرؤية، ويقع على عاتقها نفس المسؤولية الوطنية وهذا ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله في كلمته بمناسبة إقرار الرؤية حيث قال بعد ثناءه عليها: "آملين من أبناءنا وبناتنا المواطنين والمواطنات العمل معًا لتحقيق هذه الرؤية المباركة".

وأوضح أنَّ الرؤية "تستلزم من أهل الوظائف الشرعية من قضاة ودعاة وأئمة مساجد وخطباء وكل مهتم بالشأن الدعوي العناية بما تضمنته من إضاءات ومحاور ومنطلقات".

وزاد: "المتأمل يلاحظ كيف استحضرت نصوص الرؤية 2030 الهوية الإسلامية للمملكة، وأكدت في صدر موادها على أننا: "نحيا وفق مبادئنا الإسلامية"، ما يعني أن نقطة انطلاقتنا نحو هذه الرؤية في العمل ستكون بتلك المبادئ، ما يبرز المسؤولية المترتبة على المؤسسات الشرعية ومن يعمل بها المساهمة في تدعيم هذا الجانب الذي أكد عليه ولاة الأمر وجعلوه في أولى اهتمامات الرؤية.

وأضاف: "لقد أكدت الرؤية صراحة على منهج الوسطية والتسامح وترسيخ القيم الإيجابية في شخصيات أبنائنا كما حددت لكل منَّا مسؤولياته التي تحض عليها مبادئنا الإسلامية وقيمنا العربية وتقاليدنا الوطنية، إلى غير ذلك من المعاني والأهداف التي وردت في الرؤية، ولها اتصال مباشر أو غير مباشر بوظيفة المؤسسات الشرعية والدعوية.، حيث يتحملون مع غيرهم من أبناء الوطن مسؤولية تعزيزها وترسيخها في المجتمع عبر مناشطهم الدعوية".

وأردف: "من المؤكد أن هذه المناشط إن سارت على منهج أهل العلم في هذه البلاد، القائم على الهدي النبوي والوسطية والاعتدال، ونفذت وفق خطط مؤسسية وتخصصية؛ فإنها لن تكون مجرد مساهمة هامشية، بل سترقى ـ إن شاء الله ـ إلى المساهمة الإيجابية الفاعلة، كما أن الرؤية أولت اهتمامها بما تختص به هذه البلاد من خدمة الحرمين الشريفين، وأفردت الرؤية اهتمامًا خاصًّا بخدمة ضيوف الرحمن، حيث إن هذا المحور من أهم المحاور التي تبرز مكانة المملكة الإسلامية، ودورها العظيم في خدمة المسلمين وتيسير سبل أدائهم لشعائر الحج والعمرة في أمن وأمان منقطع النظير".

ولفت العريفي إلى أنَّ وزارة الشؤون الإسلامية والمؤسسات العلمية والدعوية التابعة لها تستطيع المساهمة في هذا الجانب بمبادرات ومشاريع ترقى لتطلعات الرؤية وطموحها في رفع أعداد الحجاج والمعتمرين بزيادات كبيرة، بما يقتضي بالمقابل زيادة عدد الدعاة الرسميين والمتعاونين لاستيعاب العمل الدعوي الكبير المتوقع، وتجهيز خدمات علمية ودعوية بكافة الوسائل لتلبية احتياجات ضيوف الرحمن في هذه المجالات.

أما في محور بناء الأسرة والمجتمع الحيوي، فيوضح العريفي بأن الرؤية قد أكدت على تعبيرها عن هوية المجتمع وقيمه: "تبدأ رؤيتنا من المجتمع وإليه تنتهي"، و"تزويد الأسرة بعوامل النجاح اللازمة لتمكينها رعاية أبنائها وتنمية مكانتهم وقدراتهم، وغني عن القول أهمية أن يساهم العلماء والدعاة في هذه الجوانب الاجتماعية والتربوية والأخلاقية المهمة، وتفعيل دور الدعاة نحو المجتمع، وتدريب مجموعة من الدعاة على الإرشاد الأسري وتخصيصهم لذلك. وإطلاق مبادرة لتواصل الدعاة الاجتماعي عبر الوسائل الحديثة للتواصل الاجتماعي، والعمل على ترسيخ القيم الاجتماعية المنصوص عليها في الرؤية في شخصيات أبنائنا، وغير بعيد عن ذلك أنه ينبغي أيضًا على المؤسسات الشرعية والدعوية الاهتمام بذلك مساهمة وتعزيزًا وتدعيمًا خاصةً بعد الانفتاح الثقافي والتجاري المتوقع، فمن ذلك: تعزيز الهوية الوطنية والاستعداد للانفتاح الثقافي والاقتصادي، كما جاء في إعلان الرؤية: (معتزين بهويتهم الوطنية وفخورين بإرثهم الثقافي)، و(سنحافظ على هويتنا الوطنية ونبرزها ونعر بها، وننقلها إلى أجيالنا القادمة".

واكمل الشيخ العريفي : كما أن عمق الرؤية يجعلنا نقول لعل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تبادر كعادتها في هذا المجال، إلى إقامة ملتقى يجمع المختصين بموضوع الهوية الوطنية والدعاة والخطباء ووضع خطة استراتيجية ومبادرات مناسبة للعمل المشترك لتعزيز الهوية الوطنية والحفاظ عليها في ظل الانفتاح الثقافي والاقتصادي المتوقع.

وتابع: "ينبغي تطوير كفاءات طلبة العلم والدعاة في معرفتهم بمسائل التجارة والاقتصاد والأجوبة والحلول الشرعية للمعاملات المالية المعاصرة".

ونوَّه العريفي إلى جانب آخر مهم جدًّا هو أنَّ التدفق الكبير للزائرين من غير المسلمين نتيجة لزيادة النشاط الثقافي والانفتاح الاقتصادي يحتم تأهيل الدعاة ليقوموا بواجبهم في التعريف بالدين الحق وبيان الصورة الصحيحة لسماحة الإسلام، ولعله يتم في هذا الإطار تقييم دور مكاتب الدعوة ووضع خطط عملية لتطوريها وتفعيل دورها الإيجابي والمؤثر.

وواصل: "كما يمكن إنشاء إدارة خاصة في المؤسسات الدينية الحكومية تعنى بنشر الثقافة الإسلامية والاهتمام بالإرث الثقافي والهوية الوطنية تضم مختصين في الشريعة والتاريخ وتساهم في جمع وتوثيق الشواهد التاريخية، وتدريب بعض أصحاب التخصصات الشرعية على الإرشاد الثقافي الصحيح في المتاحف واستقبال زيارات دعوية للمساجد والمناطق لغير المسلمين لبيان الصورة الصحيحة للإسلام".

وقال العريفي: "ما أحوجنا هنا إلى إطلاق مبادرة (هذه مفاهيمنا) لتعزيز الهوية الوطنية وحماية عقيدتنا الإسلامية وبيانها وتغيير الصورة النمطية عنها،وما احوجنا ايضاً الى إرشاد الناس الى الضوابط الشرعية بما يجعل الترفيه هادفًا بالاشتراك مع برنامج (داعم) للترفيه الهادف، وتزويد الجهات الراعية للترفيه وتوعية المجتمع بتلك الضوابط، والمساهمة بتنظيم فعاليات ومخيمات ترفيهية دعوية هادفة.

وفي محور العمل التطوعي وتطوير القطاع الخيري فقال الشيخ العريفي : نصَّت الرؤية على (أن لنا دورًا مؤثرًا وإسهامًا كبيرًا في العمل الخيري محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا)، وهذا الاهتمام من قبل (الرؤية) بالعمل الخيري والتطوعي يستوجب حراك متحتم في بث روح الاحتساب والتطوع لخدمة المجتمع من خلال كل القنوات الدعوية من مساجد ومدارس ووسائل إعلامية وغيرها.

وأضاف: إيجاد البيئة المناسبة لإنشاء جمعيات تطوعية تخدم مؤسسات الدولة في العناية بالمساجد وعمارتها وترميمها وصيانتها ونظافتها وغيرها من أوجه التطوع، وإنشاء معهد للعمل التطوعي لتدريب الدعاء ومنسوبي الجمعيات التطوعية، ودعم المراكز الإسلامية في الخارج للقيام بدورها في العمل الخيري وإبراز دور المملكة التطوعي العالمي والإقليمي.

وابان الشيخ العريفي بأن (الرؤية) فتحت المجال واسعًا لاقتراح ووضع المبادرات للمشاركة في برنامج التحول الوطني، ونص برنامجه الذي انطلق البرنامج في عامة الأول على مستوى 24 جهة حكومية على أن يتم إضافة جهات أخرى في الأعوام المقبلة، وقد أكد ذلك ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف حفظه الله حيث قال بمناسبة إقرار الرؤية ما نصه: (نحن جميعًا شركاء في تنفيذ هذه الرؤية التي ستجني ثمارها بعون الله وتوفيقه في السنوات القادمة".

وتابع: "هنا نضع على وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ـ لكونها من أنشط المؤسسات الدينية وأكثرها مبادرة ـ آمالًا كبيرة في وضع الأهداف الاستراتيجية للدعوة وربطها بمجالها وما يناسبها في الرؤية 2030، ووضع المبادرات على ضوء الأهداف الاستراتيجية للدعوة والرؤية 2030 والتي تخدم هذه الأهداف وتسعى لتحقيقها، ومن المبادرات التي أقترحها وأود أم تكون موضع الدراسة والعناية:

- مبادرة إثراء: لإثراء الرحلة الدينية لضيوف الرحمن.

- مبادرة تطوع: لتحقيق هدف الرؤية 2030 من الوصول الى مليون متطوع.

- مبادرة هذه مفاهيمنا: لبيان حقيقة الدعوة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية.

- مبادرة هذا أنا: لتعزيز الهوية الوطنية والتعريف بها.

- مبادرة عهد: لتوثيق البيعة وطاعة ولاة الأمور وتحقيق الأمن الفكري.

- مبادرة فليغرسها: لتحقيق هدف حماية البيئة في الرؤية 2030.

- مبادرة بيوت الله: لحث الناس على التطوع في خدمة وصيانة وترسيخ وبناء المساجد.

- مبادرة للعناية باللغة العربية وتعليمها في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.

- مبادرة (ولو على نهر جاري): لحث الناس على ترشيد استخدام الماء تحقيقاً لهدف من أهداف الرؤية 2030.

- مبادرة الدعوة عبر الإعلام: وذلك بالشراكة مع وزارة الاعلام وشركات الإنتاج للاهتمام بالتوثق والنشر لجهد الوزارة الدعوية عبر دعاتها وخطباءها.

- مبادرة الدعوة عبر الانترنت: لنشر الدعوة عبر مواقع الانترنت المطروقة ووسائل التواصل الاجتماعي بالشراكة مع شركات الإنتاج المتخصصة.

- مبادرة كفاءة: لرفع كفاءة الدعاة وتدريبهم وتغطية جوانب النقص العلمي أو التقني لدى بعض منهم.

- مبادرة لتأهيل الدعاة في الخارج لتحقيق الأهداف التي تخدم توجه المملكة العربية السعودية وتصحح الصورة النمطية عنها.

وأبدى مدير مركز الدعوة والإرشاد بفرع وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض استغرابه من انصراف بعض المهتمين بالشأن الدعوي عن (الرؤية)، وعدم تفهمهم للدور العظيم المناط بهم وفق ما أشار إليه سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله في استفتاحه للرؤية حيث قال: (ونحن نثق ونعرف أن الله سبحانه حبانا وطنًا مباركًا هو أثمن من البترول، ففيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول).

ولفت العريفي الى أن المؤسسات الشرعية والدعوية في هذا الوطن المعطاء، وعلى رأسها وزارة الشؤون الإسلامية، وأهل العلم والدعوة؛ فيهم من النية والعزيمة، والهمة والإرادة، والخبرة والكفاءة، ما يؤهلهم ـ إن شاء الله تعالى ـ للمساهمة المتميزة، والمبادرة الفاعلة، والعمل الجاد لخدمة (الرؤية) وأهدافها شرعيًّا ودعويًّا، بما يحقق التكامل المطلوب في هذا العمل الوطني الكبير، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته). والحمد لله رب العالمين.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org