
انتشر منذ عشرات الأعوام عدة صور عن قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذاعت صور غير حقيقية عن القبة الشريفة والحجرة النبوية، وغيرها من مكونات بيت النبوة، ووصل سعر الصور في الأسواق، كما ذكر لـ"سبق" الشيخ فايز الفايز مدير معرض عمارة المسجد النبوي الشريف، إلى 100 ريال دجلاً وكذبًا على الناس، وقال "الفايز": "ما يحزننا جميعًا اقتناء كثير من المسلمين جهلاً هذه الصور".
وأكد "الفايز" أنه "لا يدخلها إلا أناس ذوو ثقات وبالانتخاب، ولا يوجد من يسمى خدام الحجرة الشريفة، لا يوجد أي خدم، إنما المسؤول عن الحجرة الشريفة هي رئاسة الحرمين الشريفين، ولا أحد غيرها".
وذكر "الفايز" لـ"سبق" أن القبر الشريف محاط بثلاثة جدران: أولها جدار داخلي يمثل حجرة السيدة عائشة المغلقة تمامًا على القبر، يليه جدار ثانٍ بني في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز، ثم جدار ثالث هو المقصورة الحالية التي بنيت في عهد السلطان قايتباي في القرن الخامس عشر الميلادي.
وشرح الفايز طريقة دخول الحجرة الشريفة قائلاً: "هناك قبتان بكل واحدة منها باب هو المدخل الوحيد للمقصورة الشريفة، وبهذا لا يوجد ضريح مثل ما تصوره شعوذة الدجالين الكثيرة."
ويتجول "الفايز" مع الرواد الكثيرين الموجودين بجناح الرئاسة ليطلعوا على تفاصيل للمرة الأولى يعرفونها، وتبدأ الجولة من باب السيدة فاطمة رضي الله عنها، وتضم الحجرة من الداخل قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حيث رأسه متجه نحو الروضة الشريفة، كما تضم الحجرة محراب السيدة فاطمة -رضي الله عنها-، ومن خلفه سريرها الذي كان يوضع فيه الهدايا التي تصل من السلاطين والملوك والحكام العثمانيين.
وأشار "الفايز" المسؤول عن معرض عمارة المسجد النبوي الشريف إلى أن موقع الحجرة النبوية في الجزء الجنوبي الشرقي من مسجد الرسول، وهي محاطة بمقصورة عبارة عن حجرة خاصة مفصولة عن الغرف المجاورة فوق الطبقة الأرضية من النحاس الأصفر، ويبلغ طول المقصورة 16 مترًا وعرضها 15 مترًا، ويوجد بداخلها بناء ذو خمسة أضلاع يبلغ ارتفاعه نحو ستة أمتار، وداخل البناء قبر الرسول، وقبرا أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، تشير إليهم ثلاث دوائر أرضية، وليست الدوائر الموجودة على الشباك الذي يراه المصلون عندما يزورون المسجد النبوي الشريف، وفي شمال المقصورة النبوية وجدت مقصورة أخرى نحاسية، ويصل بين المقصورتين بابان، ويحيط بالحجرة النبوية أربعة أعمدة أُقيمت عليها القبة الخضراء التي تميز المسجد.
وقال "الفايز" إن السياج الذهبي صنع في مصر في عهد السلطان أشرف قايتباي عام ٨٨٨ هـ، مشيرًا إلى أن المدخل الرئيس للحجرة هو باب السيدة فاطمة -رضي الله عنها-، مبينًا أن أرضية الحجرة مفروشة ببلاط رخامي قديم من عهد الملك فيصل -رحمه الله-، وأن أول ما يبرز للداخل محراب السيدة فاطمة، وأمامه سريرها -رضي الله عنها-.
وأبان "الفايز" أن صندوق الصندل الموجود في الحجرة هو لتطييب الحجرة، ومكانه خلف ستارة جددها الملك فهد -رحمه الله- عام ١٤٠٦هـ.
وطالب "الفايز" في تسجيل مصور له جميع المسلمين بأن يتأكدوا من مصادر لا معلومات، وخصوصًا ما يتعلق بالسنة الشريفة والحرمين الشريفين.