
عضو المركز العربي للإعلام السياحي عاطف القاض
قال عضو المركز العربي للإعلام السياحي عاطف القاضي لـ"سبق" إن مدينة ينبع قديماً شهدت أحداثاً مهمة، ففي عام 915هـ 1509م تم تشييد أول سور حولها وبناء أول حي نموذجي أطلق عليه "الصُورْ" ويمتاز بالرواشين ذات الزخرفة الإسلامية والطابع العمراني الحجازي العتيق. كما شيدت بالقرب من الحي الإدارات الحكومية القديمة والميناء وسوق ينبع والوكالات وجاءت تسمية الحي "بالسور" لقربه من السور لكنه ظل يعرف بـ"الصور" حسب اللهجة القديمة لأهالي ينبع.
وأضاف "القاضي": "كانت ينبع تحاط ببوابات عدة منها باب الحديد والباب الكبير وبوابة السيارات وبوابة صغيرة غرب البلدة فيما وصف الرحالة ينبع عبر عصور مختلفة بأنها بلدة تقع على شاطئ البحر الأحمر في الجانب الشرقي منه، وتبعد عن المدينة المنورة بحوالي 225 كيلو متراً من الجهة الغربية، وهي مرفأ يسكنه ألفا نسمة ولها سور محاط تم تجديده في فترات متعددة ويوجد في داخله أكثر من 800 منزل تتنوع تصاميمها ويغلب عليها الطابع الحجازي وشونة ومساجد وزوايا وقصر حكومي في الوقت الذي كانت تتميز أغلب المنازل والبيوتات في ينبع بالرواشين الحجازية بينما تظهر النقوش والأشكال الهندسية واللمسات البديعة".
وتابع: "خصصت الدور الكبيرة في ينبع آنذاك مقراً للاجتماعات وصالونات أدبية لرجالات وأعيان ينبع وكانت عامرة بالناس يتبادلون ويتحدثون في ما بينهم عن شؤون الحياة المختلفة والنواحي الثقافية والاجتماعية وغيرها ويستقبلون فيها الضيوف من الأعيان والوجهاء القادمين من مناطق جدة ومكة والمدينة والقصيم وغيرها ومن الدول الأخرى في مواسم الحج والعمرة كالشام ومصر وبلاد المغرب، في حين أزيلت بعض من هذه الدور بحكم توسعة المدينة والتطور العمراني الذي شهدته المنطقة، بينما هناك الكثير من الدور ما زالت موجودة، إذ رمم البعض منها والبعض يحتاج إلى إعادة تأهيل وترميم، وإن أشهر الدور في ينبع تتمثل في قصر النيل ويقع في الغرب من الميناء وهو وقف للحرم النبوي الشريف إذ أزيل في السبعينات الهجرية".
وأردف بأن هناك "دار إبراهيم بن عواد القاضي" قائم مقام ينبع في منتصف القرن الـ19 الميلادي وهذه الدور تقع على امتداد ساحل الميناء من الناحية الجنوبية للمنطقة التاريخية وكانت تستقبل فيها الحجاج القادمين من المغرب ومصر وفلسطين، وتمت إزالتها للاستفادة منها في توسعة الميناء، كما توجد دار قائم مقام ينبع مصطفى الخطيب في بداية القرن الماضي وتقع في المنطقة التاريخية.
وأضاف أنه كانت دار مصطفى الخطيب استقبلت فيها العديد من الوزراء والأمراء والأعيان القادمين إلى ينبع كما اشتهرت في ذاك الوقت دار حامد الخطيب التي تقع في حي الرابغي وأزيلت في ما بعد، فضلاً عن دار الشيخ زكي عمر وتقع في الرابغي، إضافة إلى دار آل حادي وتسمى المنشية وتقع جوار باب الحديد، وكانت فندقاً يستقبل فيه الحجاج القادمين من مصر وبلاد المغرب عبر البحر، ودار آل الطحلاوي وتقع في ينبع القديمة، واستضافت الاقتصاديين المصريين طلعت باشا حرب وأحمد باشا يكن في عام 1932م عند زيارتهما للحجاز وأيضاً هناك دار البذيلي وجرى إزالتها فيما بعد.
وتابع: "كما وجدت أيضاً دار السيد مصطفى سبيه رئيس تجار ينبع وتم فيها استقبال جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله خلال زيارته لينبع عام 1945م مصطحباً معه أبناءه من الأمراء وكان الملك عبدالعزيز رحمه الله قد التقى بأعيان ومشايخ ينبع بعد الانتهاء من مراسم لقائه بالملك فاروق الأول ملك مصر السابق والذي أقيم في خليج رضوى بينبع وسمي بلقاء رضوى".
وأضاف "القاضي": "هناك دار الأشراف أبو ماء وتقع في حي الخريق، ودار محمد بن جبر وتقع في المنطقة التاريخية، وكان يسكنها الأخويه التابعون لإمارة ينبع فترة من الزمن، وكذلك دار المبصر وتقع في المنطقة التاريخية، إلى جانب دار آل مقدم بحي الصور، فضلاً عن دار حسن بابطين والتي رممت من قبل وزارة السياحة، وهناك دار حسن عبدالرحيم خطيب التي رممت أيضاً من قبل وزارة السياحة، ودار السيد عبدالله عاشور سبيه وتقع بالغرب من المقبرة، ودار محمد عمر سبيه".
وأوضح أن هناك أيضاً دار موسى محمد الخطيب وتقع في حي الرابغي واستقبلت فيها العديد من أعيان جدة وأعيان وادي الصفراء إضافة إلى دار محمد أحمد الصعيدي، وتقع في حي الخريق، وكانت بيتاً عامراً في استقبال العديد من أدباء وأعيان الحجاز.
ولفت بأن ينبع احتضنت في السابق منزل لورنس العرب كما هو معروف بهذا الاسم، الذي قطن فيه لورنس فترة من الزمن عام 1916م، وتعود الدار لأحد الأسر في ينبع وما زال المنزل موجوداً ويحتاج إلى ترميم، إلى جانب دار علي حسن زارع وتقع في حي الصور بجوار بيت عبدالله عاشور".
وأشار بأن هناك أيضاً دار الجبرتي وقد تم ترميمها من قبل وزارة السياحة منذ فترة، فضلاً عن بيت آل درويش ويقع بالمنطقة التاريخية، والذي تم ترميمه أخيراً من وزارة السياحة بجانب بيت الزمعي ويقع شمال شرقي المنطقة التاريخية، إذ تمت إعادة ترميمه بمبادرة من أبناء آل الزمعي والوقوف شخصياً على إعادة إعمار هذه الدار من عميد الأسرة عواد بن حامد الزمعي.
واختتم القاضي قائلاً: "تشتهر ينبع أيضاً بالمباني القديمة ومن أقدمها الشونة وهي مخزن للمواد الغذائية تابعة للحكومة وهناك مبنى الزيتية وهو مبنى لتخزين الوقود لمركبات البريد هو مبنى مرتبط بقاع ينبع ويقع في حي المنجارة، إضافة إلى سوق الليل وهو سوق قديم مبني من الحجر والطين أمام الميناء، كما تم ترميمه فضلاً عن مبخرة الحجر الصحي وهي عبارة عن خزان من الحديد داخل مبنى من الحجر المنقبي وكانت المبخرة تستخدم لتعقيم أمتعة الحجاج قبل دخولها إلى ميناء ينبع وتقع في جزيرة العباسي جنوب ميناء ينبع".