

تحت رعاية أمير الرياض، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أعلنت مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الإنسانية في مقرها الرئيس بمدينة الرياض إطلاق مبادراتها وبرامجها المستقبلية، التي تتمثل في جائزة الملك عبدالله الإنسانية، وإقامة معرض الملك عبدالله، وندوة الملك عبدالله الدولية، وفيلم وثائقي عن حياة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -.
ولدى وصول أمير منطقة الرياض مقر الحفل، يرافقه الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، كان في استقباله الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الإنسانية، والأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي للمؤسسة، والأمير سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز عضو مجلس أمناء مؤسسة الملك عبدالله، والأمير سلطان بن عبدالله بن عبدالعزيز عضو مجلس أمناء مؤسسة الملك عبدالله.
وشاهد أمير الرياض والحضور فيلماً عن الإنجازات والمبادرات الدولية والمحلية للمملكة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -.
وقال الأمير تركي بن عبدالله في كلمة له خلال الحفل: "إن استراتيجية مؤسسة الملك عبدالله العالمية للأعمال الإنسانية تنطلق من رؤية ورسالة واضحة، تسعى بكل جهد مُتقن لإكمال ما بدأه والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - من توجهٍ إنسانيٍ لهذه المؤسسة، من خلال النشاطات التي أشرف عليها بنفسه - رحمه الله -؛ إذ أسس العديد من المؤسسات والمبادرات التي تخدم فئات المجتمع كافة".
مشيراً إلى وجود مشاريع عدة نفذتها المؤسسة في السعودية، مثل إنشاء سبعة مراكز لغسيل الكلى، ومشاريع متنوعة وضخمة لدعم وتطوير التعليم، مثل إنشاء برنامج دعم الموهوبين "موهبة".
وقال إن أعمال الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - الخيرية والتنموية لا تنحصر في مجال دون آخر، ومنها ما هو معلن، وآخر لم يُعلَن. أما عن المشاريع المنفذة في عدد من دول العالم الإسلامي فقد تضمنت مشروع ترميم جامع الأزهر وبعض كلياته الجامعية، إضافة إلى مشاريع أخرى كانت - وما زالت - تحت إشراف البنك الإسلامي للتنمية، مثل مشروع العيادات المتنقلة في باكستان واليمن والهند وأفغانستان ودول إسلامية أخرى، وكذلك مشروع مساعدة الأقليات المسلمة في جنوب آسيا، ومشروع إعانة المتضررين في إعصار سدر في بنجلاديش، وإنشاء مجمع تعليمي للبنات في النيجر، ومكافحة وباء إيبولا في غينيا وليبيريا وسيراليون، وحفر الآبار الجوفية في الصومال، وكفالة أيتام تسونامي في إندونيسيا.
وأشار الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز إلى أن استراتيجية مؤسسة الملك عبدالله العالمية للأعمال الإنسانية تقوم على سبعة محاور أساسية، تتلخص في الآتي:
أولاً: التنمية الاجتماعية: وذلك من خلال دعم شرائح المجتمع المختلفة، وضمان بيئة مناسبة مبنية على العدل والسلام والتسامح وعدم التمييز.
ثانياً: الحوار، وذلك من خلال دعم جهود الحوار بين أتباع الحضارات والأديان، وتشجيعها من خلال تعزيز التفاهم بين المذاهب الإسلامية والأديان العالمية، والحد من التمييز والخصام، وتعزيز القيم والأخلاق الإنسانية.
ثالثاً: التعليم، وذلك من خلال تقديم الخدمات كافة الممكنة لقطاع التعليم.
رابعاً: العلوم والتقنية، وذلك من خلال تخصيص الكراسي العلمية والبحثية، ودعم العلوم والتقنية ومراكز الأبحاث والتطوير.
خامساً: الصحة، وذلك من خلال تقديم الخدمات كافة للقطاع الصحي.
سادساً: التنمية الاقتصادية، وذلك من خلال دعم التنمية الاقتصادية في المجتمعات، عبر توفير الإسكان الاقتصادي، ودعم مشاريع التنمية في الزراعة والصناعات الحرفية والخدمات.
سابعاً: الأمن والسلام، وذلك من خلال الوجود الفاعل في أوقات الأزمات والكوارث عبر تقديم المساعدة الفورية للمتضررين وإعادة البناء؛ ليعود المجتمع المتضرر إلى حياته الطبيعية.
كما كشف الأمير تركي بن عبدالله عن أربع مبادرات، تعمل المؤسسة على إطلاقها في المستقبل، وهي كالآتي:
المبادرة الأولى: إطلاق جائزة الملك عبدالله الإنسانية، وهي جائزة تسعى إلى تشجيع الجهود والإنجازات الإنسانية على المستويين الفردي والمؤسسي. ويشمل ذلك رعاية الحوار، والتفاهم بين المجتمعات، وتجسيد سبل التعايش السلمي، وتعزيز الأمن العالمي. وبما أن التحديات الإنسانية على مستوى العالم عديدة ومتباينة، فإن جائزة الملك عبدالله الإنسانية ستعكس ذلك، مرتكزةً على أربعة فروع رئيسة، وهي: الحوار والسلام، الإبداع، تنمية الطفولة والتميّز الفردي والمؤسسي. وتُمنح جائزة الملك عبدالله الإنسانية في احتفال دولي، يعقد مرة كل عامين.
المبادرة الثانية: إقامة معرض الملك عبدالله، الذي يأتي تحت عنوان "الملك عبدالله.. قيم ورؤية"، ويختص بعرض شواهد لقيم الملك عبدالله ورؤيته؛ ويتضمن مقتنياتٍ نادرة، يتم من خلالها تسليط الضوء على جوانب الرؤى والقيم الراسخة التي آمن بها – رحمه الله -، وتُظهِر حرصه على التراث السعودي، ودعمه للعلوم والتقنية والاقتصاد.
المبادرة الثالثة: عقد ندوة الملك عبدالله في وقت لاحق، وهي أول ندوة دولية تسلط الضوء من منظور علمي على حياة الملك عبدالله. وتتمحور الندوة حول أعمال الملك عبدالله التي سعت إلى معالجة القضايا ذات الأهمية عالمياً، كالتعليم والحوار بين الأديان ورعاية المنجزات العلمية والإبداعية. كما ستعمل الندوة على ترسيخ التواصل والحوار بين من عاصروا الملك عبدالله وأبرز رجالات الفكر والأعمال البارزين على مستوى العالم. كما ستتضمن الندوة إقامة حفل لتكريم الحاصلين على جائزة الملك عبدالله.
المبادرة الرابعة: فيلم وثائقي عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يتناول حياته وشخصيته، ويسعى إلى إبراز الجوانب الإنسانية التي سادت أثناء فترة حكمه، والمآثر التي تركها لشعبه. ويسلط الفيلم الضوء على الملك عبدالله الإنسان، والملك عبدالله الحاكم، وكذلك على المؤسسات والبرامج التي أرسى قواعدها.
وقال أمير منطقة الرياض في تصريح صحفي: "أنا سعيد بأن أتلقى دعوة من أخي صاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك عبدالله العالمية للأعمال الإنسانية. نحن نعرف جميعاً أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز حمل الجميع في قلبه، وقدم كل ما في وسعه؛ فلذلك أعماله مشهورة وباقية على مر الزمن، وتتحدث عن نفسها في كل موقع وفي كل جزء من العالم، وليس في السعودية فقط".
وتابع: "فالملك عبدالله بن عبدالعزيز من رجالات العالم القليلين الذين استوعب العالم في قلبه؛ فدائماً نسمع منه الكلمات المفيدة لنا جميعاً مما يقدمه ويعطيها ويبينه للجميع بمنهج واضح وعمل مشكور.. فهو - رحمه الله - قام بدور كبير خدمةً للإنسانية، وخدمة لوطنه ولأبنائه؛ فلذلك يجب أن ندعو الله له بالرحمة والمغفرة، وأن نجعل أعمالنا كما كانت عليه تطلعاته التي ذكرها وقدمها في حياته".
وأضاف: "أشكر إخواني أبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذين حظيت معهم هذا المساء بأن نطلع على الأعمال والمنجزات التي تعتبر إشادةً كبير لرجل من أبناء الوطن السعودي، وكان على رأسه لفترة من الفترات، وها هو الآن تصل أعماله إلى الجميع في وضوح وتكامل".
وتابع قائلاً: "الملك عبدالله إنسان بمعنى الكلمة؛ فالجيل الذي نحن منه عايشنا هذه الفترة من حياته، وكان أستاذاً لنا في كل أمورنا، يوجهنا ويرعانا، ويقدم لنا كل ما فيه نصح وإشادة للعمل الذي نقوم به".
وعن دور إمارة منطقة الرياض في المؤسسة أكد سموه أن الإمارة في خدمة هذه المؤسسة، وتعتبر ذراعاً من أذرعة هذه المؤسسة؛ لتنهض بكل ما يراد منها تقديمه في كل الأعمال.
وعن مواقف شخصية مع الملك الراحل قال سموه: "في كل لحظة من اللحظات التي عشناها مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لها قصة وحكاية؛ فالملك - رحمه الله - لا أعتقد أن أي إنسان يستغني عن الاستماع إليه، سواء في الجلسات العامة أو الخاصة؛ فهو دائماً يتحدث بكل ما يفيد بروح مرحة، ليس فيها تكلف".
وتمنى الأمير فيصل بن بندر في ختام تصريحه التوفيق والنجاح للمؤسسة ورجالاتها، لافتاً إلى الدعم الذي تلقاه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -.
يُذكر أن حضور الحفل قاموا بجولة في مبنى المؤسسة الجديد، وشاهدوا عرضاً مرئياً مختصراً عن إنجازات وحياة الملك عبدالله، ثم زاروا الجاليري الدائم في المبنى، الذي يضم بعض صور ومقتنيات الملك عبدالله.
كما يُشار إلى أن نظام مؤسسة الملك عبدالله العالمية للأعمال الإنسانية صدر بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -؛ لضمان تدفق ينبوع خيره وعطائه لأبناء شعبه وأمته أثناء حياته وبعد رحيله.
وقد كانت حياة الملك عبدالله بن عبد العزيز - رحمه الله - مكرسة لخدمة الوطن والمواطنين والأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية جمعاء.. وهذا البذل والعطاء لا يزال مستمراً ومتجسداً من خلال مؤسسة الملك عبدالله العالمية للأعمال الإنسانية.
ومؤسسة الملك عبدالله مؤسسة دولية مستقلة، مقرها الرياض، وتعمل على تجسيد رؤية الملك عبدالله وقيمه السامية، التي تتمثل في وجود عالم أفضل قائم على قيم العدل والتسامح والفضيلة والسلام.