حذّر استشاري متخصص في السكري من زيادة معدلات الإصابة بهذا الداء في السعودية خلال الـ٤ سنوات القادمة ما لم يتم إدخال تغييرات في نمط الغذائي والمعيشي، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه في عام 2020 سيكون هناك مصاب بالسكري في كل بيت بالسعودية.
وتحدث استشاري الغدد الصماء والسكر في مدينة الملك فهد الطبية والأستاذ المساعد للغدد الصماء والسكر في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز للعلوم الصحية "الدكتور ناجي جميل الجهني"؛ عن إمكانية شفاء المصابين بهذا المرض تماماً إذا كان في بداياته من خلال تغيير نمط حياتهم وعاداتهم، محذراً من السمنة التي تعد السبب الأول والأهم للإصابة بالمرض، لافتاً إلى أن قياس الخصر بالنسبة للرجال ينبغي ألا يتجاوز 94 سم.
ولفت "الجهني" في محاضرته "حياة بلا سكري" بندوة الوفاء بالرياض الأربعاء الماضي؛ إلى أن الأطفال والطلاب لدينا متوسط جلوسهم 15 ساعة في اليوم بحسب دراسات، محذراً من الجلوس لمدة سبع ساعات في اليوم؛ ما قد يزيد من احتمالية التعرض للوفيات المبكرة أكثر من الآخرين الذي يتمتعون بنشاط أكبر حتى لو كانوا من المدخنين.
وبخصوص فائدة الاحتضان الصحية؛ قال: بحسب دراسات فقد وجد أن الأطفال الأيتام الذين لم يُحضنوا يكونون أكثر عرضة للأمراض المناعية وأكثر عرضة للوفيات من غيرهم، مشيراً إلى أنه بوفاة أحد الزوجين فقد يقل عمر الآخر مقارنة بالأزواج الذين يعيشون معا! وأحصى "الدكتور الجهني" عدد المصابين بالسكري في السعودية "3.7" مليون مصاب، و2 مليون هم عرضة للإصابة بالسكري.
وأوضح أنه في عام 2020 سيكون هناك مصاب بالسكري في كل بيت، مبيناً: نحن متجهون بزيادة 12 مرة عن المعدل الحالي للإصابة بهذا المرض. وأضاف: بحسب دراسة عام 2011 فإن نسبة المصابين بالسكري 31%؛ أي أن 1 من كل 3 أعمارهم فوق العشرين مصاب بالسكر، داعياً للشفاء والوقاية من السكري بتغيير العادات والنمط المعيشي وتخفيف الوزن.
واستعرض "الدكتور الجهني" تطور الإصابة بالسكري في السعودية من عام 1982؛ حيث كانت النسبة "2.5%"، وبعدها بأربع سنوات أجريت دراسة بجامعة الملك عبدالعزيز على خمسة آلاف شخص، وكانت النسبة "4%"، وخلال عشرين سنة من عام 1982 إلى عام 2004 ارتفعت نسبة الإصابة بالسكري في السعودية "23%".
وعن القراءات الطبيعية للسكر في الأشخاص الأصحاء؛ قال: إذا كان أقل من 100 مجم لكل ديسيلتر قبل الأكل أو للصائم؛ فهذا طبيعي، وإذا كان أقل من 140 مجم لكل ديسيلتر بعد الأكل بساعتين، والسكر التراكمي أقل من "5.7" فهذا طبيعي، وأما القراءات التي تؤكد الإصابة فهي: إذا كان أكثر من 200 مجم لكل ديسيلتر بعد الأكل وأكثر من 126 مجم لكل ديسيلتر صائم؛ فهذه علامة على الإصابة بالسكر.
وكشف "الجهني" عن إمكانية إصابة الحيوانات بالسكر، وقال: "لأول مرة أعرف أن الكائنات الحية غير الإنسان قد تصاب بالسكري"؛ حيث تحدث عن قصة القطة "كاتي" التي كان عمرها 11 سنة ووجد عندها ارتفاع في السكر 320؛ لأن حياتها كانت خاملة وتشرب كولا بيبسي والكوكيز.
وأشار: هذا بالضبط ما سيصيب أبناءنا إذا كانت حياتهم بهذا النمط المعيشي، مشيراً إلى أن الحيوانات إذا دخلت عادة الإنسان الحياتية والغذائية الخاطئة ستصاب بنفس الأمراض، مثل السكر والضغط والكوليسترول والأورام.