
لم يتمكن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- من أن يتغلب على دموعه أثناء استقباله العزاء في الأمير تركي بن عبدالعزيز، رحمه الله؛ متأثراً بألم فِراق أخيه، الذي وافته المنية في شهر نوفمبر من العام الماضي؛ ليكون شهر رمضان العام الماضي آخر شهر يصومه في الرياض.
الأمير تركي بن عبدالعزيز هو الابن الحادي والعشرون من أبناء الملك المؤسس، وُلد عام 1932م من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وعُرف بـ"تركي الثاني"؛ لأنه ولد بعد وفاة أخيه تركي الأول أكبر أبناء الملك عبدالعزيز الذي وافته المنية في العام 1919م.
درس الأمير تركي، كما غيره من الأمراء في مدرسة الأمراء التي أنشأها الملك عبدالعزيز لتعليم أبنائه عام 1937م، وكان من أوائل الذين التحقوا بها؛ حيث التحق بها سنة افتتاحها، وكان يديرها آنذاك الشيخ عبدالله خياط ويساعده في إدارتها أحمد الكاظمي، ويدرس بها علماء ومثقفون كلّفهم الملك عبدالعزيز بتدريس أبنائه.
شَغل الأمير تركي الثاني بن عبدالعزيز منصب نائب وزير الدفاع والطيران مدة 14 عاماً منذ عهد الملك فيصل، رحمه الله، وحتى العام 1983م وتَبِعه في المنصب الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، كما تولى قبلها إمارة الرياض بالنيابة لمدة عام، عام 1957م.
غادر في العام 1983م إلى مصر، واستقر مع عائلته هناك حتى عام 2010م؛ ليقرر حينها العودة إلى الرياض والاستقرار بها، وكان جمع غفير من الأمراء في استقباله؛ على رأسهم الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، والذي كان يشغل وقتها منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.
كان للأمير العديد من المساهمات والأعمال الخيرية في حياته محلياً وعربياً وعالمياً؛ فقد تَبَرّع بمبلغ 1.45 مليون ريال لبناء المسجد الكبير في مدينة أدنبرة عاصمة اسكتلندا في بريطانيا، وكان هذا الجامع قد أنشئ على نفقة الملك فهد بن عبدالعزيز ويحمل اسمه.
وقد عمل رئيساً فخرياً للاتحاد العالمي لمكافحة السرطان على مستوى الشرق الأوسط، وحصل على الميدالية الذهبية المصرية تقديراً لجهوده في دعم الأعمال الخيرية والثقافية.
ورأَسَ المؤسسة العالمية لمساعدة الطلبة العرب منذ العام 1983م، كما كان له دور بارز في تقريب وجهات النظر بين الرياض والقاهرة واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أكثر من 20 عاماً، ونال في العام 1990م جائزة حائل فرع (الخدمة) لتبرعاته وإنشاء وحدة الكلى الصناعية بمستشفى الملك خالد في حائل.
تزوج من الأميرات: نورة بنت عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود، وهند شمس الدين الفاسي، وله من الأبناء: سلطان، الجوهرة، خالد، فهد، فيصل، عبير، ديمه، سماهر، عبدالرحمن، أحمد، وابنه الأمير فهد يشغل منصب قائد القوات البرية الملكية السعودية حالياً.
صدر عن الديوان الملكي بشأن وفاة الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، أنه تَقَرّر أن تكون الصلاة عليه بعد صلاة عصر يوم السبت 12/ 2/ 1438هـ، في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض، وأقيم العزاء في قصر خادم الحرمين الشريفين بمدينة الرياض الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، لمدة ثلاثة أيام.