جدة.. زحام ومشاجرات في الشوارع والأسواق قبل ساعات من دخول رمضان!!

نتيجة غياب ثقافة التسوُّق.. وشكاوى من ارتفاع أسعار السلع الغذائية
جدة.. زحام ومشاجرات في الشوارع والأسواق قبل ساعات من دخول رمضان!!
تم النشر في

(تصوير: مشعل الزهراني): شهدت الساعات الأخيرة قبيل أول يوم من شهر رمضان المبارك تعطُّل الحركة المرورية وإرباكها في شوارع جدة، مسببة حالة من الزحام الخانق الذي حاصر شوارع المحافظة ومراكزها التجارية والأسواق والمجمعات.
 
  "سبق" قامت بجولة ميدانية على الأسواق والمراكز التجارية، والتقت عددًا من المتسوقين والباعة الذين عبَّروا عن فرحتهم بقدوم الشهر الكريم، وانزعاجهم من التكتل الكبير الذي يكون في ليلة رمضان.
 
  دوام إضافي
  سالم العبدلي (أحد الباعة) قال: إن الزحام الشديد قبل رمضان بساعات يجبر إدارة المركز على انتداب بعض الموظفين، ومنحهم أجرًا مقابل العمل خارج الدوام؛ لحضورهم في غير أوقات دوامهم الرسمي؛ حتى يتسنى للجميع قضاء حوائجهم في أسرع وقت.
 
  وأضاف: ومع ذلك لم نستطع التقليل من الزحام، فضلاً عن الأخطاء التي تحدث في الحساب بسبب ذلك، وبعض المواد الغذائية غير مكتوب سعرها.. وهناك زبائن يتجادلون على السعر في وقت الزحام. وكل تلك العوامل وغيرها تتسبب في زحام شديد في المراكز التجارية ومشاجرات في بعض الأحيان، وتسابق لإنهاء إجراءات الحساب والخروج من المركز التجاري.
 
  الشراء بيوم واحد
  ويقول نادر العمري (أحد الزبائن): أحضر مع عائلتي للسوبر ماركت لشراء احتياجات رمضان، ولدي قائمة كبيرة بكل مستلزماته حتى نهاية الشهر، وأعتقد أن تلك مشكلة كبيرة؛ لأننا نقوم بشراء احتياجات الشهر كاملاً في يوم واحد؛ وسبب ذلك هو غياب ثقافة التسوُّق لدى الكثير بالمجتمع.
 
وأضاف: لو كل شخص فينا اشترى ما يكفيه لأسبوع فقط لما تسببنا في الزحام بالشكل الذي هو عليه الآن. والغريب أن كل الاحتياجات موجودة في المحال الصغيرة بجوار منازلنا، ويمكننا شراء النواقص منها، إلا أن ثقافة الذهاب إلى المراكز التجارية برفقة العائلة لا يمكن الاستغناء عنها، بالرغم من أنها تكلفنا الكثير، ونشتري أشياء لا نحتاج إليها في كثير من الأحيان، ولا نستخدمها طوال شهر رمضان، ولكن جرت العادة على شرائها؛ إذ لا تجد رجلاً من غير زوجته في الوقت الحالي، واحتياجات النساء كثيرة.. والمشكلة أيضًا في المقاسات، ولكن إحساسنا بالذهاب إلى المراكز التجارية الكبيرة والشراء لرمضان يشعرنا بأن ذلك واحد من المظاهر الرمضانية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
 
  الزوجة أولاً
  بدر المعبدي أفاد بأنه لا يستطيع الذهاب إلى المركز التجاري لشراء أغراض رمضان من غير زوجته؛ لأن الاحتياجات تختلف، ومستلزمات الطعام لا يعرفها حتى ولو دوَّنتها له، كالبهارات والزيوت وبعض الأغراض المهمة الأخرى.
 
  وأردف: كل العائلات مشكلتها واحدة عند استقبال الشهر الكريم، ويتسببون في زحام خانق في الشوارع وفي المراكز التجارية. والغريب أن بعض العائلات تجلس في السوبرماركت حتى قبل الفجر بقليل لشراء أغراض رمضان!! فلماذا لم ينهوها قبل ليلة رمضان؟! بل إن أغلب العوائل تشتري ما لا تحتاج إليه؛ فتتكدس الأغذية والأطعمة داخل العربات، وتقف للمحاسبة لساعات؛ لأن كل عربة مكتظة بالأطعمة، والطابور طويل.
 
  حماية المستهلك
  ومن جانبه، أكد رئيس المجلس التنفيذي لجمعية حماية المستهلك، الدكتور سليمان السماحي، أن استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية محليًّا غير منطقي، وسببه التجار، والمبررات التي يطلقونها واهية، وحان الوقت لمعالجة الممارسات التي تشوه السوق المحلية.
 
وأشار في حديث سابق لـ"سبق" إلى أن استمرار ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية والاستهلاكية يتحمل التجار الجزء الأكبر منه، خاصة المستوردين منهم، عبر قيامهم باحتكار البضائع والتحكم بالأسعار، وتجفيف المعروض تمهيدًا لرفع الأسعار تدريجيًّا، ومن ثم يقوم تجار التجزئة برفع الأسعار تصاعديًّا بحجة أن المورد أو الوكيل رفع عليهم السعر، وهو لا يتعدى كونه جشعًا وبحثًا عن الربح بأسرع وقت ممكن.
 
  واقترح "السماحي" أن تقوم وزارة التجارة بالتنسيق مع الجهات المعنية ذات العلاقة؛ لإطلاق مؤشر يبيِّن القيمة الحقيقية للسلع التي تصل إلى السعودية، مقارنة بمؤشر الوزارة الخاص بأسعار السلع في السوق المحلية؛ من أجل كشف حجم الغلاء الذي قد يطرأ على البضائع المستوردة بعد وصولها إلى نقاط البيع؛ وبالتالي يُفضَح الغلاء الذي يمارسه بعض التجار ومَنْ يقف وراءهم.
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org