"خوير حائل".. بلدة منسية لا تعرف الخدمات رغم كثرة النداءات

أهالٍ: فقدنا أرواح الكثيرين.. طرق متهالكة وخدمات صحية مفقودة
"خوير حائل".. بلدة منسية لا تعرف الخدمات رغم كثرة النداءات
تم النشر في

طالب عدد من أهالي بلدة "الخوير" التابعة لمنطقة حائل، والتي تبعد عنها نحو 140 كيلومتراً، بجملة من الخدمات الرئيسة التي يحتاج لها السكان ولم تتحقق منذ عقود، رغم الطلبات المتكررة من الأهالي وأعيان البلدة التي يتجاوز عدد سكانها ألفي مواطن.

وقال الأهالي: "الخوير فقدت كثيراً من أبنائها طوال السنوات الماضية؛ جراء البنية الرديئة، وعدم توفّر كثير من الخدمات ومن بينها الخدمات الصحية، فهم لا يزالون في طلب مستمر لإنشاء مستوصف، حيث إن أقرب مستشفى يبعد أكثر من 90 كيلومتراً، وهناك مستوصف متواضع يقع في قرية أخرى يبعد نحو 30 كيلومتراً".

وأضافوا: "آخر المآسي كانت وفاة امرأة الثلاثاء الماضي الموافق 28 ربيع الأول 1438هـ؛ جراء صداع ألمّ بها فجأة؛ لتأخرها عن الوصول للمستوصف؛ لبُعده عن البلدة".

وقال زوج الضحية ويُدعى المواطن سامي الكود: "شعرت زوجتي مساء بصداع ودوخة مفاجئة وتوجهت بها مسرعاً للمستوصف الذي يبعد 30 كيلومتراً، وما أن شرع الطبيب في قياس ضغطها والسكر حتى فارقت الحياة".

من ناحيته، يقول المواطن نايف حمود العلي: "طالبنا كثيراً بإيجاد مستوصف لعلاج أهالي الخوير والقرى التابعة لها المهينية وطلحاء، ولكن لا مجيب، كما أننا طالبنا بفتح مركز للهلال الأحمر، وحوّلت المطالبة لمحافظة بقعاء، ولكن لا مجيب".

وأكد أهمية وجود مستوصف ومركز للهلال الأحمر في ظل تنامي عدد السكان بالمنطقة والنمو الاقتصادي فيها عما كانت عليه قبل سنوات، حيث أصبحت وجهة لأصحاب رؤوس الأموال في حائل والقصيم، كما أنها أصبحت تنمو زراعياً ورعوياً أكثر من الماضي.

وذكر الأهالي أن الخوير اعتادت الانطفاءات المتكررة للكهرباء، وكثيراً ما طالب الأهالي بوضع حلول لذلك، إلا أن إدارة كهرباء حائل لا تستجيب لنداءاتهم ولا تضع حلولاً طويلة المدى لمشاكلهم، ويطالبون بإيجاد حلول لتعزيز الكهرباء ومراعاة وتقدير النمو المتسارع للمنطقة من ازدياد لعدد السكان والمساكن واتساع رقعة المساحات الزراعية.

بدوره، قال المواطن زايد نغيمش الرزني: يجب أن يهتم المسؤولون بحاجات أهالي الخوير ووضعها في مقدمة الأولويات، ويؤكد أن الخوير عانت طويلاً في فقد كثير من شبابها على طرقها الزراعية المتهالكة وغير المتابعة من الجهات المعنية عدا الطرق التي تربطها مع قرى المهينية وطلحاء.

وأضاف: "المستوصف مهم جداً؛ فقد كاد أن يفقد أحد الطلاب في الابتدائي حياته بعد أن سقط مغشياً عليه، وحدث له نزيف، وتم نقله بسيارة أحد المدرسين لمستوصف بعيد، عدا ما يتعرض له الأهالي من حوادث في الطريق السيئ بالخوير، حيث توفي كثيرون؛ لصعوبة نقلهم وبعد المستشفيات والمستوصفات عن المنطقة، علماً بأن الطريق الرابط بين الأجفر والزبيرة زراعي وترتاده معدات لمنجم الزبيرة والبعيثة، وهذا يزيد الخطورة على السكان".

وفيما يتعلق بالنظافة، ذكر الأهالي أن هناك مكتب خدمات من دون خدمات وخالٍ من المعدات والسيارات الخاصة بالنظافة وإزالة الأتربة وقلة في سيارات نقل النفايات من نحو 500 منزل ومحل تجاري.

وذكّر نايف العلي بمطالبات أهالي بلدة الخوير وقرى المهينية وطلحة التي يسكنها المئات من المواطنين والمقيمين، ومن بين المطالبات استحداث فصول ثانوية للبنين وللبنات.

وقال إن تزايد عدد السكان لم يواكبه فصول دراسية، حيث إن الابتدائية والمتوسطة تتشاركان في مبنى متهالك للبنين وآخر للبنات، والمرحلة الثانوية يضطر الأهالي لقطع نحو 40 كيلومتراً لتدريس أبنائهم وبناتهم في قرى أخرى، معرضين أنفسهم لأخطار الطريق المتهالك التي تسبب في عشرات الحوادث.

وأوضح "العلي" أن المدرسة الابتدائية بالخوير ضمّ لها المرحلة المتوسطة في ذات المبنى رغم صغره وتهالكه والبنات كذلك إلا أنه مستأجر.

ومن المطالب أيضاً افتتاح مركز شرطة بالخوير، وهو مطلب قديم غدا اليوم أكثر إلحاحاً في ظل تزايد عدد السكان وكثرة العمالة، والتي كثير منها عمالة غير نظامية.

ويطالب الأهالي بأهمية وجود مركز للتنمية الاجتماعية، وسبق أن تمّت المطالبة به كثيراً، لكن الوزارة لم تستجب لذلك حتى الآن رغم أهمية ذلك في تنمية المنطقة وحاجة الأهالي لذلك.

وذكر السكان أن الخوير منطقة زراعية وآهلة بالمواطنين، ودائماً ما تتعرض لحرائق، خاصة في أوقات الصيف؛ حيث إنها لا يوجد بها مركز للدفاع المدني رغم اتساع رقعة البلدة، وفي الحرائق الكبيرة يتأخر وصولهم من بلدات أخرى، ويكون حضورهم فقط للتبريد بعد أن تخمد النار وتقضي على منازل الأهالي وتهلك خيراتهم ممثلة بمزارعهم.

 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org