دراسة إعلامية: "سبق" تتصدر المواقع الإخبارية الأكثر مصداقية بالمملكة

قالت: "الإلكتروني المستقل" يستحوذ على ثقة القراء مقارنة بالصحف التقليدية
دراسة إعلامية: "سبق" تتصدر المواقع الإخبارية الأكثر مصداقية بالمملكة
تم النشر في

كشفت دراسة إعلامية حول المصداقية ومستوى ثقة الجمهور بمصادر الأخبار على الإنترنت، أن مواقع الأخبار الإلكترونية المستقلة هي أكثر مواقع الإنترنت الإخبارية ثقة عند الجمهور؛ باعتبارها أكثر مصداقية من الأنواع الأخرى، التي ضمت مواقع الصحف التقليدية، ومواقع وكالات الأنباء، ومواقع القنوات التلفزيونية الإخبارية على شبكة الإنترنت، إضافة إلى أن هذا النوع من المواقع هو المصدر الرئيس للحصول على الأخبار عبر الإنترنت أيضاً؛ مشيرة إلى أن "سبق" تتصدر مواقع الإنترنت الإخبارية المستقلة وغيرها؛ من حيث الأكثر مصداقية وزيارة وتصفحاً.

وأكدت الدراسة التي أجراها الباحث الإعلامي حبيب بن عبدالله الشمري؛ لنيل درجة الماجستير من كلية الإعلام بجامعة ويستمنستر العريقة في لندن؛ أن مواقع الصحف الإلكترونية المستقلة باتت تمثل الخيار الأكثر مصداقية للبحث عن الأخبار، عند الأخذ بعين الاعتبار عدة خصائص تدعم مفهوم المصداقية؛ وأهمها: (الموضوعية، ومستوى الثقة، وسرعة وتوقيت نشر الخبر)؛ مشيراً إلى أن المواقع المستقلة أكثر قبولاً من المصادر الأخرى.

وتضمنت الدراسة التي شارك فيها عدد من المتخصصين والدراسين في مجال الإعلام والجمهور العام في السعودية، أهم مواقع الأخبار الإلكترونية المستقلة؛ وهي: "سبق، الوئام، عاجل، المواطن، أنحاء، عناوين"، إضافة إلى جميع مواقع الصحف التقليدية السعودية على شبكة الإنترنت، مع الإشارة إلى مواقع وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية الإخبارية على شبكة الإنترنت دون تسميتها.

وكشفت الدراسة عن بعض العادات لدى العينة المختارة؛ ومنها أن أكثر من 72% يقضون من ساعتين إلى أربع ساعات لتصفح وقراءة الأخبار عبر مواقع الإنترنت يومياً والشبكات الاجتماعية؛ في حين هناك 11% فقط يقضون وقتاً أطول يصل لخمس ساعات أو أكثر يومياً؛ بينما 11% أيضاً يقضون ساعة واحدة تقريباً يومياً لمتابعة أخبار الإنترنت، ومن يقرأ لأقل من ساعة يومياً يمثلون 5% فقط.

وتَصَدّرت مواقع الإنترنت الإخبارية المستقلة التي اختارتها الدراسة كأمثلة (سبق، الوئام، عاجل، المواطن، أنحاء)، المصادر الأكثر مصداقية وزيارة وتصفحاً، التي يعتمدها الجمهور كمصدر رئيس لقراءة الأخبار عبر الإنترنت بأكثر من 66%؛ بينما جاءت مواقع القنوات التلفزيونية الإخبارية ثانياً بما يقارب 9%، والمفارقة أن مواقع الصحف التقليدية على الإنترنت إضافة إلى مواقع وكالات الأنباء حصلت كل منهما فقط على 6% تقريباً في قائمة أهم المصادر الإخبارية، وقد احتلت الشبكات الاجتماعية وأبرزها "تويتر" نسبة 12% من الجمهور المتابعين للأخبار من خلالها.

وحول المصداقية ومستوى ثقة الجمهور بمصادر الأخبار على الإنترنت، أيضاً تصدرت مواقع الإنترنت الإخبارية المستقلة أكثر المصادر تقبلاً وثقة عند الجمهور؛ باعتبارها أكثر مصداقية من الأنواع الأخرى عند نصف الجمهور بنسبة 49% تقريباً؛ بينما حلّت مواقع وكالات الأنباء على الإنترنت ثانياً بأكثر من 34%، ولم تحظَ مواقع الصحف التقليدية إضافة إلى مواقع القنوات التلفزيونية الإخبارية؛ إلا بالنسبة الأقل، وهي 8% و6% على التوالي.

وأضاف "الشمري" إلى أن المشاركين في الدراسة وعبر الإجابات الكمية، انتقدوا مواقع الإنترنت الإخبارية المستقلة، وكذلك الصحف التقليدية معاً؛ بسبب عدم اهتمامهما بالتفريق بين المعلومات والرأي، وبين الخبر والإعلان؛ وذلك عند مناقشة تفاصيل خصائص المصداقية في الأخبار، إضافة إلى عدم امتلاكهما لصحفيين محترفين "متفرغين"؛ بحسب إجابات المشاركين.

ويشير الباحث، إلى أن نتائج الدراسة تختلف عن دراسات أخرى في أوروبا وأمريكا؛ ويرجع ذلك لعدة عوامل اجتماعية وثقافية لم تتطرق لها الدراسة؛ منها اختلاف وجهات النظر حول بيئة وعمل وسائل الإعلام في السعودية ونظيراتها في أوروبا وأمريكا، إضافة إلى القدرة على تقييم وتحليل وسائل الإعلام.

ويختم الباحث، بأن المصداقية هي مفهوم معقد؛ خاصة عند التعامل مع تحليل الأخبار أو تصورات الجمهور عنها؛ ولكن عادة ما تأتي دراستها من خلال بحث آراء الجمهور حول وسط إعلامي معين أو إجراء مقارنة بين بيئة إعلامية وأخرى؛ مضيفاً أن ظهور عدة أنواع من المصادر الإخبارية على شبكة الإنترنت يُعَدّ ابتكاراً في صناعة أخبار وسائل الإعلام؛ لذلك فإن جاذبية هذه المصادر على الإنترنت ومدى استقبال الجمهور لها أمران يدعوان الباحثين في مجال الإعلام إلى التحقيق وإنشاء طريقة معينة لقياس مصداقية هذه الوسائل والمصادر الجديدة؛ مع الأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر جمهور القراء بشكل أكبر في البحوث الإعلامية؛ لأن مصداقية المنتجات الإخبارية على الإنترنت تثير المزيد من الاهتمام الذي ينبغي بحثه وتقييمه.

واقترحت الدراسة تطوير هذا النوع من الدراسات حول المصداقية؛ خصوصاً عند تناول مصداقية كل هذه الأنواع من مصادر الأخبارعلى شبكة الإنترنت مرة واحدة، والأخذ مستقبلاً بأسماء محددة من المواقع الإخبارية على الإنترنت من نوع واحد، بدلاً من دراسة النوع كاملاً، والذي قد يشمل العديد من البيئات الإعلامية المختلفة، وكذلك المواقع الكثيرة؛ الأمر الذي يجعل من الدراسة الإعلامية أكثر صعوبة وتعقيداً للوصول إلى إجابات دقيقة ومحددة.

يُذكر أن "الشمري" كان نائب رئيس نادي الإعلاميين السعوديين في بريطانيا، وعمل في عدد من الصحف المحلية والخليجية، ويعمل حالياً محاضراً في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إضافة إلى إدارته لمؤسسة إعلامية تهتم بوسائل الإعلام الاجتماعي والخدمات الصحفية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org