"ذو الوجهَيْن" فاسد فاحذروه!

"ذو الوجهَيْن" فاسد فاحذروه!
تم النشر في

صفة مذمومة لكل من يعمل على إثبات وجوده بين أقاربه وجيرانه ومَن حوله بوجهَيْن يكيِّفهما حيث يشاء، ويتلذذ بهما في أذية الآخرين والسعي وراء إفساد القلوب المتآلفة. (أبو وجهين)، سواء كان حاكمًا مثل (الحمدين) في قطر، أو مسؤولاً أو شيخًا أو مواطنًا عاديًا، لا يرون عيوبهم.. ومن غبائهم أنهم يظنون أن من حولهم لا يعرفون الدور الذي يقومون به، ويعتقدون أنهم بتلك الوجوه المتلونة والأقنعة المزيفة يحققون أهدافهم السيئة دون أن يُكشف أمرهم؛ فهم كالنعام الذي يغطي وجهه في الأرض، ويعتقد ألا أحد يراه.

(أبو وجهين) من أخطر الناس، ومن أصعب الشخصيات التي تواجهنا في حياتنا؛ لأنه يُظهر لك الوجه الحسن، ويخفي الوجه القبيح الذي يستخدمه للطعن في الآخرين. والمشكلة أن هذا الصنف من الناس لا تكتشفه إلا بعد فوات الأوان؛ فهو في نظر الجميع يمارس دورًا إصلاحيًّا، وواقعه يقول غير ذلك. وقد نكون نحن سببًا في وجود مثل هذه الشخصية بيننا بسبب ثقتنا المفرطة. والمشكلة أن فينا من يصفق له، ويعطيه أكبر من حجمه. وقد وصفت الأحاديث النبوية هذا الصنف بأنه أشر الناس؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "تجد أشر الناس يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بحديث، وهؤلاء بحديث" متفق عليه. وفي حديث آخر عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار". وذو الوجهين ممثل بارع، يتقمص شخصيات عدة، ويستطيع إقناع الآخرين بأساليبه المراوغة، وأكاذيبه المزيفة؛ فحاله ينطبق على حال المنافق؛ لأنه يتملق بالباطل؛ لذا وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه من أشر الناس.

من المؤسف أن يعيش بيننا هذا الصنف من الناس، ولا نجد أحدًا يقف أمامه؛ ليردعه عن فعله، وبيِّن له أن الجميع عرفوا شخصيته، وهم وإن كانوا يتحملون أذاه فإنما من أجل اتقاء شره، بينما هو يقوم بذلك بدافع نفعي وانتهازي، فيتلوَّن على حسب المصلحة التي يريدها، ويسعى بين الناس بالنميمة، ويقنعك بأنه معك وهو ضدك إذا كان ذلك من مصلحته.. وللأسف، إن نتائج ما يقوم به تكون خطيرة على الفرد والمجتمع، وعلى الأمة بأسرها؛ فكم من أمم انكشف عوارها، ودبت فيها الخلافات، بأسباب ذي الوجهين.

وأخيرًا.. فإننا بحاجة إلى مقاومة أصحاب الوجوه المتناقضة والأقنعة المزيفة، وعدم تمرير ما يسعون إليه من تفريق الأُسَر والمجتمعات والدول.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org