
ليس أجمل من "الإخلاص" إلا الوفاء.. ولا من الحلم إلا تحقيقه.. "محمد الشمري" شاب تولى منصب رئاسة بلدية صغيرة، تلامس أرضها جبال الحجاز، وتلاطف رمالها صحراء نجد، رفع شعار الإخلاص في العمل؛ فنال علامات الرضا والوفاء من الأهالي المتعطشين لجمال الطبيعة.
رئيس بلدية الحسو محمد بن فواز الشمري طوَّع الصحراء بميزانية قليلة، وفعل ما لم يفعله بعض رؤساء أمانات مناطق السعودية طيلة العقود الماضية؛ فقد حوَّل الصحراء الصامتة إلى واحات "تسر الناظرين"؛ ليأتي الرد أمس من الأهالي عندما بادلوه الوفاء نظير وطنيته الخضراء كجمال الأرض الغناء، وكرموه على أرضه التي لم "تلتهم" ملايين الفساد، وبين جمهوره وهم أهل "الحسو" الذين ينعمون بكرم دولتهم.
بالأمس الكل صنع الفرح، ونشر ثقافة العطاء؛ فـ"الشمري" رئيس البلدية التابعة لمحافظة الحناكية حوَّل الحلم إلى حقيقة، والصمت إلى صخب.. والأهالي منحوه الدعوات واللهجات؛ لترتسم علامات الفرح على الجميع، وتنبعث نفحات الحب المتبادل في سماء البلدة الحالمة.
"عريس الصحراء" محمد الشمري فتح قلبه لـ"سبق"، وكشف عن خطوة الألف ميل قائلاً: التحقت بوزارة الشؤون البلدية والقروية بوظيفة عامل بند أجور في بلدية محافظة الشنان، وعملت هناك سنوات عدة، ثم انتقلت إلى بلدية محافظة الغزالة، وواصلت رحلة العطاء.
وأضاف: تم تعييني قبل ثلاث سنوات رئيسًا لبلدية "الحسو" - فئة "هـ"، وبدأت في رصد أهم الاحتياجات لخدمة الأهالي، وخصوصًا الشباب. وتعتبر هذه الفئة في تصنيف "البلدية والقروية" أقل ميزانية. والبلدة تبعد عن المدينة المنورة 250 كيلومترًا. وفضلاً عن أنها منطقة نائية، ينقص البلدة العديد من الخدمات، من بينها الصراف الآلي.
وتابع: ما قمت به هو واجب عليَّ تجاه وطني الغالي، وأعتبر نفسي مقصِّرًا. ويعلم الله أنني لم أعمل هذا ليقال لي عمل كذا، ولكنها أمانة، حملتها، ومسؤول عنها أمام الله، ثم أمام ولاة أمرنا - حفظهم الله - وأمام أهلي أهالي مركز الحسو والقرى والهجر التابعة لها. والشكر موصول لزملائي في بلدية الحسو وأعضاء المجلس البلدي الذين ساندوني وساعدوني في عملي؛ فأنا لم أعمل وحدي.
يُذكر أن هذه الإنجازات حظيت بإشادات من أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان، وأمين منطقة المدينة المنورة المهندس عبدالرحمن الهدلق، وأهالي الحسو، ومواقع التواصل الاجتماعي، والمجالس المدنية، فضلاً عن زوار تلك المدينة من المسؤولين وغيرهم.