"ريحانة جباري".. قصة امرأة دافعت عن شرفها فأعدمها رجال الملالي

استدرجها موظف مخابرات ثم خضعت لإجراءات تحقيق غير نزيهة
"ريحانة جباري".. قصة امرأة دافعت عن شرفها فأعدمها رجال الملالي
تم النشر في

أعاد الاعتداء الإيراني الأخير على الأعراف الدبلوماسية؛ إلى الأذهان قصة مهندسة الديكور ريحانة جباري "٢٦ عاماً" التي كانت شاهدة على جرائم الملالي في إيران.

وقال مراقبون: "مع لحظة إعلان وزارة الداخلية تنفيذ القصاص بـ ٤٨ إرهابياً بمختلف العقائد والتوجهات فزعت إيران وأتباعها للمنافحة عن نمر النمر الذي يعجّ اليوتيوب بتحريضاته وطعنه في الصحابة، لكن تصدى لهذه الغوغاء نشطاء ومختصون بالشأن الإيراني وذكّروا بقصة الفتاة السنية ريحانة جباري التي اعتقلت عام ٢٠٠٧ على يد عبدالعالي سربندي الموظف بالاستخبارات الإيرانية".

وتقول "ريحانة": "رجل المخابرات سربندي خدعني واقتادني إلى بيت ليس به أحد بحجة أخذ رأيي في كيفية تصميم وترتيب مكتبه حيث أعمل مهندسة ديكور ولم أكن قد تجاوزت وقتها 19 عامًا، وحاول الاعتداء علي جنسياً، وأثناء محاولتي الدفاع عن نفسي طعنته".

وأضاف المراقبون: "بعد إلقاء القبض على ريحانة تم حبسها في زنزانة فردية لمدة شهرين دون إخطار أهلها أو وجود محامٍ، ثم عثرت الشرطة على وشاح مخضب بالدماء وسكين ملطخ بالدماء حيث اعترفت ريحانة بأنها قامت بطعن المعتدي عليها مرة واحدة بعد أن حاول اغتصابها".

وأردفوا: "ذكرت الفتاة أنها حاولت الفرار وكان هناك شخص آخر يدعى "شيخي" هو الذي قتل سربندي ولكن الشرطة قالت إنها فشلت في العثور على هذا الشخص وقالت إن ادعاء الفتاة زائف وإنها حاولت فقط عرقلة التحقيق".

وتابع المراقبون: "اتهمت الشرطة ريحانة بأنها دبرت عملية القتل وقامت بشراء سكين قبل يومين من الحادث، ثم بعد فحص الهاتف الخلوي تم العثور على رسالة نصية قبل ثلاثة أيام من وقوع الحادث تقول فيها "أعتقد أنني سوف أقتله الليلة".

وقال المراقبون: "في عام 2007 تم تحويلها للمحكمة الجنائية  ولم تأخذ المحكمة بالأدلة وأقوال ريحانة بشأن الاعتداء عليها حيث لم تقدم أدلة قوية تؤكد حدوث ذلك واتهمتها بالقتل العمد وتمت إدانتها بالإعدام شنقاً وأيدت المحكمة العليا في إيران الحكم".

وأضافوا: "مكتب المدعي العام ذكر أنه لا سبيل لها سوى قيام عائلة الضحية بمسامحتها حتى شهر من تنفيذ الحكم ولكن عائلة القتيل لم توافق حتى النهاية ورفضت كل المحاولات من جانب أهلها".

وقد تفاعل قانويون ومدافعون عن ريحانة مع القضية وجمعوا ٢٠٠ توقيع لرفض إعدامها فأجّلت إيران ذلك ثم أعدمتها شنقاً في ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤.

ولقي قرار إعدام الفتاة ردود فعل واسعة ونددت منظمة العفو الدولية بقرار شنقها ووصفته بـ"الوصمة المخزية" وإهانة للقضاء.

واعتبرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن "القتل المزعوم" كان دفاعاً عن النفس، في مواجهة مغتصب، مع التأكيد على أن الفتاة لم تنل محاكمة عادلة.

وأدانت الولايات المتحدة إعدام جباري وشككت في نزاهة إجراءات المحاكمة وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي، هناك شكوك جدية حول عدالة المحاكمة والظروف التي تحيط بهذا الملف وضمنها تقارير تشير إلى الحصول على الاعترافات بموجب ضغوط شديدة.

ولا تعتبر "ريحانة" هي الحالة الوحيدة التي عُلقت على رافعات طهران بل أُعدم سابقاً 27 من العلماء والدعاة السنة بتهم من قبيل "أنشطتهم المخالفة للمذهب الشيعي المعتمد الوحيد في الدستور الإيراني، وتشكيل جلسات دينية وقرآنية تعليمية والإفساد في الأرض، ومحاربة الله، والترويج ضد النظام، وتشكيل فرق سلفية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org