
يُعد "سوق الرقو".. أحد أهم الأسواق السوداء والملطخة بالدماء والعار، وملجأ الإرهابيين سابقاً، حيث يدير هذا السوق تنظيم أشبه بمافيا للسلاح والمخدرات على الحدود اليمنية السعودية بل أصبح السوق مقراً تتواجد به المُختطفات من المهاجرات الإفريقيات وغيرهن اللواتي يتم الاتجار بهن، ومؤخراً بات هذا السوق مقراً لتحركات الحوثيين لزراعة الألغام على الشريط الحدودي.
ويقع سوق الرقو في محافظة صعدة اليمنية على الحدود مع السعودية تحديداً على حدود محافظة الداير بني مالك الواقعة شرقي جازان جنوب المملكة، حيث لا يفصل بين هذا السوق والداير إلا السياج الأمني، ومجرى سيل وادي ضمد، فعندما تقف عند مركز حرس الحدود السعودي تشاهد المتسوقين في سوق الرقو داخل حدود اليمن حيث لا يبعد سوى مسافة بسيطة.
وفي اليمن كثير من أسواق الأسلحة بشتى أنواعها، وتتعدد سبل ترويجها وتهريبها إلى القرى الحدودية السعودية عبر الحدود الجبلية بين البلدين، وسوق "الرقو" هو أحد تلك الأسواق التي كانت محلاً لعقد الصفقات بين المهربين من الجانبين، حيث تُحمَل الأسلحة من داخل اليمن إلى سوق الرقو ومنه إلى داخل الحدود السعودية بشتى السبل.
وشهد سوق الرقو مرحلة توقف جزئي لنشاطه، وخاصة في السنوات الأخيرة، بعد الأحداث التي شهدتها حدود المملكة مع اليمن، إلا أنه لم يتوقف إذ لازال يرمي بشرره على الحدود السعودية اليمنية، بينما يقف حرس الحدود السعودي في وجهه.
ورصدت "سبق" حرس الحدود السعودي في محيط هذا السوق أثناء قيامه بالرقابة عبر وسائل عدة يتم عن طريقها اكتشاف التحركات المريبة، كما رصدت هذا اليوم أثناء تواجدها في محيط السوق برفقة حرس الحدود تحركات مريبة، ليباشر أفراد حرس الحدود الحالة بشكلٍ عاجلٍ وتم استهداف التجمعات، في عملية استغرقت أقل من ١٥ دقيقة ليتم تأمين الحدود مباشرة.
ويقف أفراد حرس الحدود متمركزين لردع أي تحركات من السوق كونه مصدر خطورة على الشريط الحدودي، إلا أن يقظة حرس الحدود المرابطين في تلك المواقع منعت تحقيق أهداف الحوثيين والمافيا باقتحام الشريط الحدودي أو تحقيق أهدافهم.
وأكد ضباط وأفراد حرس الحدود المرابطين على الشريط الحدودي، أن حكومة المملكة لم تقصر معهم مشيرين إلى امتلاكهم أحدث تقنيات المراقبة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، حيث يعملون ليل نهار من أجل حماية الشريط الحدودي من نقطة سوق الرقو.
وبالرغم من كثافة الأسلحة التي تتواجد في الرقو، وتجمع عصابات الإجرام والمجرمين الفارين من العدالة، إلا أن حرس الحدود تمكن خلال فترة وجيزة من قلب الطاولة والسيطرة على السوق بلغة البارود والإمكانيات التي وفرتها الدولة لرجال حرس الحدود.