سلّ صيامك.. عبارة خجل "العباس" أن يصف بها النبي صلى الله عليه وسلم
خجل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن يقول إنه "أكبر سنا" من النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك حين سأله رجل "أأنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟" فجاءت إجابة العباس نموذجا في الأجوبة المسكتة والمستحسنة ورشقات اللسان.
وعرف العرب "الأجوبة المسكتة والمستحسنة"، كظاهرة لغوية جميلة، ارتبطت بالفصاحة والذكاء وسرعة البديهة، وقد خصص لها الكاتب شهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح الأبشيهي، الباب الثامن في كتابه "المستطرف في كل فن مستظرف"، ومنها:
خجل العباس
قيل إن رجلا سأل العباس ( بن عبد المطلب ) رضي الله عنه أأنت أكبر ( سنا ) أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ( العباس ): رسول الله أكبر ( مقاما ) وأنا ولدت قبله.
يد المعتصم
وقال الخليفة المعتصم للفتح بن خاقان، وهو صبي صغير: أرأيت يا فتح أحسن من هذا الفص؟ لفص (خاتم) كان في يد المعتصم، قال ( الفتح ): نعم يا أمير المؤمنين، اليد التي هو فيها أحسن منه، فأعجب جوابه ( المعتصم ) وأمر له بصلة وكسوة ( مكافأة مالية وثوب ).
السيد والسعيد
وقال الخليفة معاوية لسعيد بن مرة الكندي أأنت سعيد ؟ قال: أمير المؤمنين السعيد وأنا ابن مرة، وقال الخليفة المأمون للسيد بن أنس أأنت السيد؟ قال أمير المؤمنين السيد وأنا ابن أنس.
الحجاج والمهلب
وقال الحجاج بن يوسف الثقفي، للمهلب بن أبي صفرة وهو يماشيه: أأنا أطول أم أنت ؟ قال ( المهلب ): الأمير أطول وأنا أبسط قامة. أراد الطول ( وكان المهلب أطول ).
سجود سقف المنزل
وقال رجل لصاحب منزل: أصلح خشب هذا السقف فإنه يقرقع ( يحدث صوتًا جافيًا كصوت وقوع الحديد على الحديد)، قال (صاحب المنزل ): لا تخف فإنه يسبح ( الله )، قال ( الرجل ): إني أخاف أن تدركه رقة فيسجد ( يعني يسقط ).
صاعقة تحرقه
وقال ملك لوزيره: ما خير ما يُرزقه العبد؟ قال عقل يعيش به، قال فإن عدمه ( لم يكن له عقل )، قال أدب يتحلى به، قال فإن عدمه، قال مال يستره، قال فإن عدمه؟ قال فصاعقة تحرقه وتريح منه العباد والبلاد
مجنون بني عجل
ومن ذلك ما حُكى أن الحجاج ( بن يوسف الثقفي ) خرج يوما متنزها فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه فإذا هو بشيخ من بني عجل، فقال له من أين أيها الشيخ ؟ قال من هذه القرية، قال كيف ترون عمالكم (ما رأيك في موظفي الحكومة؟) قال ( الشيخ ): شر عمال يظلمون الناس ويستحلون أموالهم، قال ( الحجاج ) فكيف قولك في الحجاج ؟ قال ذاك ما ولي العراق شر منه، قبحه الله وقبح من استعمله، قال ( الحجاج ): أتعرف من أنا ؟ قال: لا، قال: أنا الحجاج، قال ( الشيخ ): جعلت فداك، أوتعرف من أنا ؟ قال (الحجاج ): لا، قال فلان ابن فلان مجنون بني عجل أصرع في كل يوم مرتين (أسقط مريضا بالصرع )، قال فضحك الحجاج منه وأمر له بصلة (مكافأة مالية).